وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الثلاثاء، ذو القعدة ٠٧، ١٤٢٧

تغطية// قراءة "تاريخية" في المشهد الإبداعي الأدبي التونسي

ندوة خلت من دلالة المسمى
قراءة "تاريخية" في المشهد الإبداعي الأدبي التونسي

من اليمين: صالح زياد، المنصف الجزار، عبد القادر بالحاج




منال العويبيل - الرياض

دُشنتء مساء أمس الأول الأحد أولى فعاليات الأيام الثقافية التونسية في مركز الملك فهد الثقافي في العاصمة الرياض متمثلة في ندوة بعنوان "المشهد الإبداعي الأدبي" ألقاها الدكتور المُنصف الجزّار الحائز على دكتوراه في اللغة، والذي قدم العديد من البحوث والمؤلَّفات الأدبية، والدكتور عبد القادر بالحاج ناصر الحائز على دكتوراه في اللغة العربية من باريس، والذي ألَّف ما يزيد على 10 روايات، وأدارها الدكتور صالح زياد، ورعاها رسمياً الدكتور عبد العزيز السبيّل وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشئون الثقافية.
قدّم الدكتور الجزّار ورقة عن "الحركة الشعرية في تونس عبر مسح تاريخي للقصيدة التونسية" وتعرض الدكتور ناصر عرضاً لتجارب السرد بعنوان "الكتابة السرديّة.. اهتمامات ومسارات".

وقد غلب على طرح الأديبين النزعة الأكاديمية الصرفة بما يقترب من العرض الوثائقي بقالبه الجامد الذي ابتعد عن الجذب الإبداعي، فعلى سبيل المثال جاء عرض التجربة الشعرية في تونس عبر تسلسلٍ تاريخي بحت لأثر الفتوحات الإسلامية، وأثرها في النقلة الحضارية لحياة البربر في إفريقيا، ومن ثم الانتقال لمدارس إحياء الشعر، فالاتجاه العصري الذي وظّف خط الإصلاح الشعري (ممثلاً في تجربة أبو القاسم الشابي)، وصولاً للاتجاه الحديث.
ومن ثمَّ عرض الدكتور عبد القادر بالحاج عرضه الخاص بالتجربة السردية التونسية الذي خفّتت منه الوتيرة الأكاديمية الرسمية، وإن لم تختفِ منه.

على صعيدٍ آخر شحَّ الحضور في قاعة الحدث على المستويين الرجالي (الذي لم يزد عن الصفوف الثلاثة الأُوَل)، والحضور النسائي (الذي لم يتجاوز عدد الأصابع!)، وهو ما استنكرته إحدى منسقات التنظيم من الفارق بين اكتظاظ القاعة على آخرها في احتفال المساء الرسمي، وشبه خلوها في أولى الفعاليات!.

تغطية// الأيام الثقافية التونسية .. حضور إعلامي


الأيام الثقافية التونسية .. حضور إعلامي
الثلاثاء 1427-11-07هـ
2006-11-28م
شعار التظاهرة في بهو مركز الملك الثقافي


منال العويبيل - الرياض

لوحظ على كثير من فعاليات الأيام الثقافية التونسية الكثير من الركود، وتواضع العروض في بهو المركز، والتي شملت ركنا للأزياء والحلي التراثية التونسية، إلى جانب معرض لمخطوطات أثرية، ومعرض تشكيلي شمل لوحات من الخط العربي، إضافة إلى ركن للكتاب.
وقد افتقدت هذه العروض للحيوية المناسبة، والتي فاقم وضعها كذلك شح اقبال الجمهور، إلى جانب قلة القطع المعروضة مقارنةً بفكرة التظاهرة، وتفاوت مستوياتها. ونجد - على سبيل المثال - في الجناح التشكيلي تجارب بالغة في التميز كما في معروضات الفنانين عادل مقديش، وعلي بلاغة، وعبد الله القرجي، في وقت ضمّ كذلك تجارب دون المستوى المتوقع من المهارة، أو التميز من بقية المشارَكات.كذلك افتقر جناح الكتاب للتميز في المعروض، فكان سواد المعروضات من الأطروحات التاريخية والمنشورات الموجهة للطفل.
ورغم التعويل على تميز العروض المرئية مقارنةً بنضج التجربة السينمائية المغاربية جاء عرض الفيلم القصير "الزيتونة في قلب تونس" للمخرجة حميدة بن عمّار باهتاً في وقعه، وبنكهة تسجيلية صرفة، دون أي لمسة إبداعية تقدم المضمون التاريخي للحضارة في تونس مع مدّ الفتوحات الإسلامية في قالب جذاب، إلى جانب خلوِّ القاعة تماماً من أي حضور!.
ويأتي التساؤل هنا عن مدى تأثير أمطار الرياض المفاجئة، وموافقة تزامن تظاهرة الأيام الثقافية في كلية اليمامة مع ذات أيام التظاهرة التونسية كسببٍ كافٍ للشح الجماهيري حدّ العزوف عن الحضور، مقارنةً بما اكتظ به بهو المركز من حضور إعلامي (تلفزيوني خاصة). إلا إنَّ إحدى الحاضرات وجدت أنها تنظر للأمر - بغضِّ النظر عن عزوف الجمهور - بصدمة من نوعية الطرح في الفعاليات بصفة عامة، وهو الجهد الذي وصفته بأنه أشبه ما يكون بالارتجالي دون أي تميز متوقع من ثقافة بقامة تونس.

الخميس، ذو القعدة ٠٢، ١٤٢٧

خبر// جماعة فناني المدينة تدشِّن معرضها الواحد والعشرين

اليوم الثقافي


جماعة فناني المدينة تدشِّن معرضها الواحد والعشرين


منال العويبيل- الرياض


ضمن فعاليات جمعية الثقافة والفنون في المدينة المنورة دشن أعضاء جماعة فناني المدينة المنورة في جولتها الواحدة والعشرين معرضاً جماعياً أمس الثلاثاء في مجمع الجزيرة برعاية الأديب الدكتور محمد عيد خطراوي.يضم المعرض ما يزيد على 100 عمل تشكيلي تتنوَّع بين الأعمال الزيتية والأكريلك والحفر والمجسمات الخزفية والنحتية والعديد من الأعمال التي تمثّل مختلف المدارس الفنية.

يستمر المعرض في استقبال الزوار لفترة محددة في المدينة المنورة، ينتقل بعدها إلى عدَّة مدن داخل المملكة وخارجها.. ويشترك في هذه الدورة من أعضاء الجماعة كلٌّ من : د. فؤاد مغربل، د. صالح خطاب، محمد سيام، مريم مشيخ، نبيل نجدي، منصور كردي، منصور الشريف، عواطف المالكي، سامي البار، محمد مظهر، عمار سعيد، أحمد البار، أحمد الأحمدي، فاطمة رجب، وزهير طوله.

الجدير بالذكر أن جماعة فناني المدينة تعد من أقدم الجماعات الفنية على المستويين المحلي والعربي، بعمر فنيٍّ يقارب الـ 27 عاماً، وتكرِّس نشاطاتها لتأصيل تراث المدينة المنورة ونشر فنها.

الخميس، شوال ٢٥، ١٤٢٧

تحقيق//الأيام الثقافية السعودية في مصر2-2



اليوم الثقافي


اليوم تتابع فعاليات الأيام الثقافية السعودية في مصر2-2

الثقافة السعودية قادرة على تولِّي دور ريادي في العالم العربي


البار: أهم الوسائل الأخرى للتواصل هي الشبكة العنكبوتية


نستكمل عبر هذا الاستطلاع رؤى عدد من مبدعي المشهد الثقافي، لرسم تصورهم حول مدى تفاعلهم تجاه هذه التظاهرات، التي اعتبرها البعض مهمة، فيما يعتقد آخرون أنه يجب الالتفات إلى مجموعة من النقاط أهمها التنوع في المشاركات، وإشراك أكبر عدد ممكن من المبدعين والفنانين.
وبدءًا أثنى الناقد الفني طارق الخواجي على هذا التوجه من قِبل وزارة الثقافة والإعلام - وإن لم يُستحدَث- كتحركٍ واع يبشّر بالكثير، إذ يقول: أعتقد أن فكرة الأيام السعودية قد طُرحت من قبل وفُعّلتْ في بعض الدول الأوروبية، لكنها كانت تتناول الموروث الحضاري في تاريخ الجزيرة العربية، دون أن يكون ذلك مدخلاً خلاقاً يؤسس للغير فكرة الإطلاع على الحركة الثقافية الحاضرة في السعودية اليوم.
وتابع قائلاً: إن مثل هذه الأيام التي ستدشنها الوزارة في مصر دليل على تحرّك واعٍ لدى الوزارة، ورغبة في إظهار الجانب الثقافي السعودي البارز بقوة في الوقت الحاضر، والقادر على تولِّي دور ريادي في العالم العربي، ولا شك أن اختيار مصر لبواكير هذه التظاهرة الفعّالة له أثره الكبير، لما لساحة الثقافة المصرية من حضور قوي في الثقافة العربية، ولما لها من تأثيرات جمة على الحركة الثقافية السعودية في عددٍ من حقبها.


وبحماسٍ لنصرة التشكيل أجابنا التشكيلي وعضو جماعة فناني (بين مائين) أحمد البار بقوله: أجد الفكرة صائبة جداً لتبادل الخبرات فيما بيننا وبين دولة مصر الشقيقة، وللتعرّف على ثقافات بعضنا البعض من خلال هذه الأيام.
وبحسب البار، فإن اللوحة التشكيلية تمثّل ثقافة البلد، فمن الضروري أن يكون هناك معرض تشكيلي سعودي مصاحب لهذه الأيام الثقافية ليتسنى للجمهور المصري التعرف على ثقافة بلادنا الحبيبة من خلال المعارض التشكيلية، وكذلك الندوات المصاحبة، والمواد الثقافية الأخرى، فكلها مكمِّلة ومرتبطة ببعض، وأتمنى عدم اقتصاره على دولة مصر فقط، بل نتمنى توافر معرض تشكيلي سعودي مصاحب لأي أيام ثقافية في أي دولة خليجية أو عربية أو عالمية، إضافةً إلى الفنون الأخرى حتى لا نهضم حقها.
وعلى صعيد المثقفين الشباب أيدت كل من منى الفضيلي وخلود العيدان، ضرورة مثل هذه التظاهرات، حيث رأت الفضيلي أنَّنا جميعاً نسعى إلى بناء وجود متكامل ومترابط في سبيل الوصول إلى واقع أفضل, وتأتي فكرة الأيام الثقافية السعودية في مصر مواكبةً للأهداف التي نسعى إليها, فهي نقطة انطلاق لحوار بين الثقافات، والذي يُعدّ من أهم الشعارات التي نعايشها، ولابد أن يحمل المحتوى المعاصر والبنّاء، وأن يحتوي مضمونه على الموضوعية ليتحول إلى ممارسة وتفاعل, ويعطي ثماره المرجوة.
كما تهدف مثل هذه الأيام على حد قولها، لإعطاء الفرصة للآخر للتعرف على الإسلام وثقافات شعوبه, ومعرفة الاختلاف والتنوع الثقافي.. الذي لا يعني التمحور على الذات، والفصل بين الحضارات، فهناك روابط مشتركة لا يمكن الفصل بينها. بينما أثنت العيدان بأنها مع كل (التقاء) يجمع ما بين أرضين ويمتد بنا نحو سماء واحدة يشكل ثقافة متكاملة.
ويؤكد طارق الخواجي، رداً على سؤال حول مدى كفاية تنظيم مثل هذه الأيام لتعميق التواصل والعلاقات الثقافية بين المملكة والدول العربية والأجنبية، بقوله: إن مشاركةً من هذا النوع ليست كافية للتواصل، لأنه يجب أن يكون هناك إدراك لمكامن قوة الثقافة السعودية وغيرها من قبل، وبها يمكن ترتيب التظاهرات الثقافية التي يحييها مثقفون حقيقيون من السعودية، ولا يمكن اختيارهم إلا عبر معرفة جيدة بالنتاج الثقافي السعودي، وهنا يأتي لهذه الأيام دورها حيث تعمق مثل هذه الأيام هذا التواصل، وتؤكد على قوة الحضور الثقافي السعودي، وكذلك على الرهان الذي تطرحه الوزارة في ممثليها الذين يجسدون هذه الحركة، ويؤكدون مواطن قوتها واستمراريتها.
أمّا خلود العيدان فرأت أنّها خطوة وليس اكتفاء، فمن صورتنا، إلى هويتنا، وقال: في الوصول إلى ما نطمح إليه، هناك الكثير مما يجب القيام به.
كما علَّقت منى الفضيلي حول ذلك بقولها: لا أستطيع الجزم بأن هذه النشاطات كافية لتعميق التواصل مع الآخر والتعريف بالذات, ولكنها بالطبع مهمة جداً، ولها بالغ الأثر على علاقة المملكة ثقافياً مع غيرها من الدول، بَيْدَ أنَّ استمرارية تفاعل هذه النشاطات، والتزامن فيما بينها، وتحديد أهدافها، والعمل عليها سوية قد يكون مناسبا جدا لقيادة مثل هذه الأفكار، وترجمتها على أرض الواقع، فالجهود لابد أن تكون مستمرة، ومترابطة وفعالة، ولابد أن نفكِّر دائماً في الأفضل وبأن أي عمل أو فكرة تحتاج إلى التجديد والتطوير، وأن لا يكون أي عمل كافياً بل يحتاج إلى المزيد كي يعطي المرجو منه.
وأيد المشاركون في الاستطلاع فكرة استضافة المملكة لفعاليات ثقافية مشابهة، إذ يؤكد طارق الخواجي على ضرورة تأييد استضافة المملكة لأيام ثقافية من بلدان عربية وأجنبية، وقال: إن أأقل ما تفعله هذه الاستضافات هو تلاقح الأفكار، وإطلاعنا على نتاج الآخرين، وما يتبع ذلك من تقييم تجاربنا عبره، والاستفادة منه، وأيضاً اكتشاف الفروق الاجتماعية والثقافية التي تؤثر على تفاعل المثقف مع مجتمعه الذي يكوّن جمهوره المتلقي.
وأشار أحمد البار إلى ذلك بقوله: أؤيد وبشدة فكرة استضافة مملكتنا الحبيبة لأيام ثقافية عربية وأجنبية لما في ذلك من تقوية لعناصر المحبة والمودة والإخاء بين الشعوب، أيضاً لكي يتعرفوا على ثقافة بلادنا، ومن ثم يُنقل هذا التراث إلى بلادهم في صورة مشرِّفة ومشرقة بالنور والإبداع والجمال وبلادنا الحبيبة غنية بشتى أنواع الثقافات.
من جهتها أيدت منى الفضيلي الاستضافة مؤكدة أن هذه الخطوة لا تتعارض مع استضافة الآخر لنا، فلابد أن تكون المملكة سبّاقة لمثل هذه الأفكار وتطبيقها، فهي تخدم ثقافة البلد، كما تخدم الآخر كحلقة متصلة ببعضها، وطريق متساو من الأخذ والعطاء, كما أنّ التوسع من قِبَل الثقافات العربية تجاه الأجنبية أيضاً مهم جدا, فنحن لا حدود لعلاقاتنا، ولا لنمو واقعنا، ولا لثقافتنا، نحن نريد أن يتعرف العالم كله علينا، وأن نعرفه تماماً حق المعرفة.
خلود العيدان وافقت ذلك حيث إنَّ قبولنا ومعرفتنا بالآخر- كما علّقت- تمنحنا مقدرة أعمق على تعريفنا به، فللطرف الثاني مداخل تستحق أن نميّزها لكي نضيء عتمة فرضها آخرون!.
وفي سؤالنا عن اقتراحاتهم لوسائل أخرى لتعميق التواصل مع الآخر عربياً وأجنبياً، رجّح أحمد البار الاتجاه الالكتروني للتواصل مع الآخر حيث يرى: إنَّ أهم الوسائل الأخرى للتواصل هو الشبكة العنكبوتية، حيث يستخدمها الملايين في الوقت الحالي كرابط عالمي بديع، ونستطيع من خلالها نشر ثقافاتنا إلى أبعد نقطة في العالم، ولكن تحتاج إلى متابعة ودقة في العمل.
واقترح البار أن يكون هناك موقع الكتروني شامل بشتى مجالات ثقافة بلادنا الحبيبة، وقال: يتطلب هذا الأمر جهداً كبيراً من المسئولين، وسيكون له صدى محلى وعربي وأجنبي، وأن يكون الموقع بعدة لغات بدايةً من العربية والانجليزية والفرنسية، حتى نستطيع التواصل مع شتى أنحاء المعمورة في الوطن المحلي والخليجي والعربي والعالمي.
ويحدد طارق الخواجي وسائل الاتصال مع الآخر بقوله: هناك وسائل، لكنها تبدو ضعيفة مقارنةً بالمشاركات التي يحضر فيها المثقفون ويتواجدون ويتناقشون، هذه الوسائل تبدو واضحة بشدة في المواقع الالكترونية التي تجمع النتاج الثقافي المختلف، والذي يبدعه مثقفون من بلدان مختلفة، مما يؤثر بشكل أقوى، لأن موطن التعبير هنا لغوي صارم لا دخل للمعرفة الشخصية أو التواصل المصبوغ بالمجاملة في تقييم ونقد النصوص المبدعة.
كما تفضِّل منى الفضيلي تأييد الاحتكاك المباشر، حيث إننا بحاجة البحث واستكشاف أنواع جديدة من التواصل، فقد انتهى النمط الكلاسيكي الذي يفتقد إلى قنوات الحوار المعاصرة، والتي يتطلبها الزمن والظروف الراهنة, حتى نسيطر على تلك الحلقة المفقودة التي تصلنا بالآخر، وتعرّفنا على ذاتنا أولا. وأود التركيز هنا، على فكرة عدم الاعتماد على النخبة في التأثير، ولكنَّ التوجه إلى مؤسساتنا الصغيرة، والتي تحمل أفكاراً ربما بسيطة، ولكنها جديدة كنقطة انطلاق فعلية لنمو تواصل جديد. وبالطبع كلما كانت الوسائل ميدانية، وتلامس الواقع كان أثرها أكبر. وصحيح أن المؤتمرات والندوات والمناسبات الوطنية وغيرها من النشاطات قد تكون حلقة وصل مع الآخر إلا أنَّ ملامسة الظروف على طبيعتها، أو نقلها إلى الآخر بشكل ملموس ومؤثر أفضل من النقل السمعي أو المرئي, لذلك فمثل هذه الأيام الثقافية التي تحوي العديد من النشاطات من أهم الوسائل والأفكار التي لابد أن تُتبنى وتُكرَّس لها الجهود, أيضاً وضع خطط سنوية من وزارة الثقافة لعمل أنشطة متنقلة تحتوي على ثقافة كل بلد، والتنقل من بلد إلى آخر عبر خطط زمنية قد تكون فكرة حضارية ومناسبة لتعارف الشعوب وتطورها.
أما خلود العيدان فتقترح تبني المؤتمرات الشبابية بما فيها من ورش عمل، وجلسات نقاش كوسيلة هي الأحدث والأقوى والأسرع في نظري على الأقل.
ومع ذلك فإن كثيرين يرون أنه بات علينا الآن الإقرار بأن هذه الخطوة دافعة لتواصل أرقى يؤمن بمباشرته بأن الثقافة السعودية ليست قبيلاً من الترف النفطي الذي حصرها فيه آخرون منذ زمنٍ ليس بالقليل، ومن ثـَمَّ تواصلت من بعده الفكرة بين اللمز والتشكيك. لكنهم مع ذلك يرون أن الخطوة الأهم والأعمق ستكون على الصعيد الداخلي كي يُحتفى يوماً بعروض الأفلام السعودية، التي سيكون لها دور بارز في الأيام الثقافية وكذلك حضور المرأة الفاعل، والتي ستشارك أيضاً بفعالية بحسب ما نشر في جدول الفعاليات.. ومثيل هذا الزخم الإبداعي بصفة عامة كما سيكون في هذه التظاهرة.




الأربعاء، شوال ٢٤، ١٤٢٧

تحقيق// الأيام الثقافية السعودية في مصر1-2




اليوم الثقافي


1-2
الأيام الثقافية السعودية في مصر

مثقفون يجمعون على أهمية التبادل الثقافي بين المملكة والعالم

الصامطي: الأيام الثقافية يجب أن تكون حدثاً مستمرّاً وعلى مستوى أكبر

الرياض - منال العويبيل

هدى العمر

خالد الصامطي


محمد مظهر



في هذه الحلقة الثانية لاستطلاع آراء المثقفين حول الأيام الثقافية في مصر نستطلع عدداً من الآراء، في جولة أخرى يبسط المثقفون آراءهم واقتراحاتهم حول هذه الأيام، وحول دور وزارة الثقافة في إثراء الحركة الثقافية والتواصل مع الآخر.
وبدءًا تتحدث التشكيلية هدى العمر، والتي سبق وكان لها مشاركة في الجناح التشكيلي للملحقية الثقافية في معرض الإسكندرية الأول للكتاب في وقت سابق هذا العام، إذ تقول: أجد أنَّ الفكرة رائعة، وأحييّ وزارة الثقافة والإعلام على الاهتمام بمثل هذه الأنشطة التي تغذي روح المثقفين والمبدعين، وتُبرز ما يتمتع به المواطن السعودي من عطاء إبداعي متميز في شتى المجالات.

القاص خالد الصامطي رأى أن القيام بمثل هذه النشاطات الخارجيّة شيء مرغوب وحسن تنفيذه ولا شك يصنع الصورة الحقيقية للبلد. فالأيام الثقافية يجب أن تكون حدثاً مستمرّاً، وعلى مستوى أكبر. بمعنى ألاّ يتوقف على البلدان العربية وحسب. نحن بحاجةٍ إلى التعريف، أن نُخبر الآخر عن بصمةٍ فكرية وأدبية مؤثرة، وإطلاعه على نماذج من النتاج الثقافي في بلدٍ يجمع في أقاليمه عدة ثقافات متباينة، وبها ما يميزها.
أمّا التشكيلي محمد مظهر فيرى أن فكرة التبادل الثقافي بين السعودية ومصر ليست جديدة، بل هو اتجاه نهجته سياسة البلدين منذ زمن بعيد؛ لتعزيز أواصر المحبة والالتقاء في شتى المجالات، وعلى التأكيد منها الأنشطة الثقافية. وتعتبر الفنون التشكيلية- بحسب مظهر- أحد أهم الجوانب التي تساهم في تعزيز التواصل الفكري كونها نوعا من اللغة الراقية، والتي تخاطب الوجدان, وتؤكد على القضايا المشتركة بين البلدين الشقيقين.

وعلى ذات الصعيد كذلك أيدت منيرة السميح، ضرورة مثل هذه التظاهرات، حيث رأت أنَّها فكرة رائعة نحن أشد ما نكون حاجة لها؛ ليطَّلع علينا الآخر الذي قد يجهل الكثير عنا أو قد يعرف ما هو مغلوط وهذا الأدهى.
وحول مدى كفاية مثل هذه التظاهرات لتعميق التواصل والعلاقات الثقافية بين المملكة والدول العربية والأجنبية، تجيب التشكيلية هدى العمر بقولها: قد يكون تنظيم أيام لا يكفي، وإن كانت هذه الأيام تحمل رسالة فنرجو أن تصل إلى البلدان الأجنبية. بينما أكد خالد الصامطي أنّ هنالك عدة طُرق، وقال: مادمنا نملك الإمكانيات، ولدينا الأسباب التي تدعو إلى تفعيل هذا الجانب، فلماذا نكتفي بنشاطٍ واحدٍ تقوم به إدارة حكومية واحدة. لنستفيد من تجارب الآخرين، اليابان مثلاً لا تنقطع معارضها من التجوال في العالم، معارضها التي تعرض نتاجاً علمياً، أو الأخرى التي تعرض ثقافتهم وتاريخ شعبهم وتعريف الآخر بهم. باختصار: عند وجود أكثر من طريقة لتقويم الشيء وتصحيحه، فلماذا لا تتوزع مراكبنا على جميع الطرق.

أمّا منيرة السميح فقالت: مما لاشك فيه أن هذه الأيام تعد خطوة بارزة في طريقنا نحو تعميق التواصل، وفي اعتقادي أنها ستفلح في السير بتواصلنا مع الآخر نحو الأمام، لكنها لن تكون كافيه لوحدها.
وأيد التشكيلي أحمد مظهر إقامة فعاليات ثقافية أجنبية وعربية بالمملكة مبرراً ذلك بأنه يعد نوعاً من التواصل الثقافي، فتظهر جوانب الحضارة في كل بلد؛ إذ يكون هناك نوع من التقبل الفكري الذي يدعم التواصل.
خالد الصامطي بدوره أيّد ذلك أيضاً من كونه سبيلا إلى توسيع آفاق المتلقي هنا، ويساعده أن يكون أكثر انفتاحاً وتقبلاً لجميع الثقافات، ويعرّفه على الآخر. وبشكلٍ عام الأمر مفيد على مستوى سياسي واقتصادي وفكري.
كذلك كان الأمر مع التشكيلية هدى العمر حيث تقول: أؤيد وأبارك أي خطوة تدعم الثقافة المحلية، وتجعل المواطن السعودي يطّلع على الثقافات الأخرى. فليس كل مواطن لديه المقدرة على زيارة شعوبٍ عدة خارج وطنه، والاطلاع على ما وصلت إليه في شتى المجالات سواء الإبداعية أو العلمية.

منيرة السميح علّقتْ بأنّ ذلك سيسمح لنا بالانفتاح على الآخر وفهمه، هذا الفهم الذي لن يتأتى إلا من خلال الاطلاع على ثقافته بشتى جوانبها، فهي كفيلة أن تعكس لنا أي دولة، وأي مجتمع هو. بالإضافة إلى أنها معرفة تصل إلينا لنقف عليها ونتطلع دون عناء.

وحول توافر وسائل أخرى لتعميق التواصل مع الآخر عربياً وأجنبياً، رأت هدى العمر أنه ولا شكّ تتوافر وسائل عدة للتواصل مع الآخر، فقد لاحظت خلال إقامة معرضي مؤخراً في القاهرة أنه لا توجد لدى الملحقية الثقافية السعودية، والتي تمثـّلنا في الخارج مراجع موثقة بأسماء مبدعي ومثقفي المملكة، وقد أحزنني كثيراً أثناء الندوة المصاحبة لمعرضي بذكر أحد المحاضرين المصريين معلومة عن كاتبة سعودية، وأشار إليها بأنها رائدة في مجالها والوحيدة المعروفة عالمياً. (وهذه المعلومة على حسب معلوماتي خطأ). كما أنّ هناك مبالغة من قِبَل بعض من يمثـّلونا خارج حدود الوطن في سيرهم الذاتية، وقلةً في المعلومات عن التاريخ الذي يخص مجالهم الإبداعي، مما يُظهر ضعفهم في الحديث عن مجالاتهم إعلامياً، وأقترح هنا أن تكون هناك موسوعة متجددة مع مرور الزمن تضمِّن أسماء وسيرا ذاتية للمبدعين والفنانين، وتصنيف للأجيال كل في مجاله، وتُمنح لجميع ملاحقنا الثقافية في مختلف البلدان؛ حتى يسهل عليهم إيجاد المعلومة عن أي مواطن قد يتقدم بطلب إقامة نشاط ثقافي، فهو بمثابة سفير للوطن.

وتابعت الفنانة العمر قائلة: من وجهة نظري أتمنى أن تكون هناك معايير وشروط تتوفر لدى المواطن الذي يمثـّل الوطن في مثل هذه الأنشطة. فلقد أقامت الدولة عدة أنشطة سابقاً في مجالي وهو الفنون التشكيلية، وقد تعودت على تعميم يصلني كل فترة عن إقامة أسابيع ثقافية تُبرز الثقافة والتراث المحلي، وتدعوني للمشاركة بأعمالي. كما كانت هناك تعميمات تصلنا نحن التشكيليين عن إقامة المسابقات العالمية، وتدعونا للمشاركة أيضاً قبل موعد المسابقات بفترة كافية لتحضير الأعمال. ومن ثم تُشرف لجنة على اختيار الأعمال المتميزة لتمثـِّل الدولة في الخارج. إلا أني أتممت ثلاث سنوات وأنا أتساءل لماذا توقفت هذه التعميمات؟. ومن هنا آمل أن يكون هناك قسم إداري لدى وزارة الثقافة والإعلام للتواصل مع البلدان المختلفة، ومعرفة جداولها السنوية لإقامة الأنشطة الثقافية، وترتيب خطة دورية سنوية تضمن إقامة أنشطة ثقافية إبداعية.
وبلا شك هذا سيسهم في التواصل الثقافي المنظَّم بين مملكتنا الغالية والبلدان المختلفة. أما محمد مظهر فيعوّل على التواصل الإلكتروني مع الآخر إذ يقول: يساهم العصر التقني الذي نعيشه في تسهيل سبل التواصل على المستوى العربي والأجنبي، كما أن هناك بالتأكيد العديد من الأوجه الحديثة التي يمكن إيجادها بإنشاء مراكز دائمة تعمل بشكل دوري لتلم بكل ما يستجد في الجوانب الثقافية، بحيث تكون هناك حركة تعمل بشكل دائرة بين المراكز تهتم بمستجدات الحياة الثقافية في المجتمعات، وتساعد على تنظيم مثل هذه اللقاءات بشكل مخطط ومدروس.
وعلى خط أعمق تؤيد منيرة السميح الابتعاث للدراسة في الخارج، والتي شهدت في الفترة الأخيرة تقدماً ملحوظاً، حيث إن هذه البادرة من شأنها تقوية علاقتنا وتواصلنا مع البلدان الأخرى. حيث إنَّ فائدة هذا التواصل تكمن في قدرته على بناء مجتمع إنساني واحد قائم على احترام الآخر أياً كان مذهبه ولغته ولونه.

الأحد، شوال ١٤، ١٤٢٧

حوار// مع الفنانة التشكيلية هدى العمر

اليوم الثقافي


الفنانة التشكيلية هدى العمر:



اللوحة تنتهي غالباً بغير ما توقعه الفنان



الرياض - منال العويبيل



بعد مشاركتها المميزة في الجناح التشكيلي للملحقية الثقافية في معرض الاسكندرية الأول للكتاب، والذي سبقه معرضها الشخصي الأول في القاهرة، عادت التشكيلية السعودية هدى العمر إلى مدينة الرياض بوابل من التعب والفرح بمشاركتها المميزة باسم الوطن واللون، وكان لنا معها هذا الحوار حول مشاركتها، وأمور أُخرى.


ـ حدثينا عن تجربتك في معرضك الأخير (عناق الأعماق) و سرّ «مصر» كخيار لعديد من معارضك؟


- (عناق وأعماق) هو معرضي الشخصي الأول بمصر، و عرضت من خلاله 42 عملا فنيا عانقت من خلالها لوني، و ذاب وجداني في أعماق مياه الجزيرة العربية، فعبرت بذلك عن معاناة المرأة، ومثّلتها بكائنات البحر الهلامية المضيئة الشفافة التي تمثل رهافة مشاعرها وقوة إرادتها معا.
وقد أضافت هذه التجربة الكثير لي، خصوصا الندوة النقدية التي صاحبت المعرض، ويعد هذا المعرض أول معرض لي في مصر، أما مشاركاتي السابقة في مصر فكانت مشاركات جماعية تمثل معارض وطنية.


ـ من خبرتك في المشاركات الخارجية ما مدى الاختلاف عن المعارض المحلية.. حيث يمكن اعتبار متذوقي الفن التشكيلي محدودين؟


- كما تفضلتِ وذكرتِ إن متذوقيّ الفن التشكيلي المحلي محدودون، فهذا ينطبق على العالم العربي، وباستثناء هذا، فالمعارض الخارجية أكثر حضوراً وإقبالاً وتذوقاً ونقداً وتقديرا.


ـ تطارد الفنان التشكيلي الصورة الكلاسيكية التي تظهره بنوع من الهوس الفوضوي: لطخ البالطو.. الفُرش الشعثاء.. أعقاب أنابيب اللون.. مساهرة اللوحات حتى تنتهي... كيف هي طقوسك؟


- هذه الطقوس جميعها موجودة فعلا عندما أعمل في مرسمي لدرجة أن الأهل أحيانا يستغربون من أن الألوان وصلت إلى فمي وشَعري، وأنا أحيانا لا أدري كيف؟ ، ولكن هذا لا ينطبق عليّ عندما أكون خارج مرسمي.


ـحين ترسمين فكرة.. أتراكِ تبدئينها أم تنتهي؟ بمعنى أتراكِ تنقلين «النيجاتيف» الذي تبدّى داخلك فترسمينها كما تخيّلتِها؟ أم تشرّعين الباب لخيارات أخرى أثناء الرسم، فتنتهي اللوحة لغير ما توقعتِه؟


- غالباً تنتهي اللوحة بغير ما توقعه الفنان، أو خطط له، فالمضمون موجود، ولكن لا يمكن للفنان أن يكون على علم مسبق وتصور كامل بالصورة النهائية للوحته، وأحيانًا تؤدي العشوائية في أدائه إلى نتيجة مُرضية.


ـ يغلب أن يكون لكل مبدع فلسفة خاصة تتسرب بوعي أو بدونه للعديد من أعماله.. كيف الأمر بالنسبة لك؟


- بلا شك هناك فلسفة خاصة بي في أعمالي، ولكن يصاحبها وعي.


ـ في عالم الأدب ظهرت موجة تؤيد دراسة الأدب العربي والتثقف بأصول النحو والبلاغة ليكون الكاتب مجيداً؟ هل من الممكن عدّ الأمر سيانا للفن التشكيلي؟ هل دراسة الفن أكاديمياً عامل معزز للفنان؟


- الفن لا يختلف كثيرا عن النص الأدبي، أو الشعري، ولكن الثقافة والاطلاع يعززان أي موهبة.... وما ذكرتِه نقطة جدلية مهمة ناقشها أحد النقاد معي في لقاء تلفزيوني، وذكر إن الفن موهبة بدليل فناني الفطرة، أو رسومات الأطفال الموهوبين، وإذا تحدثنا عن الفن الفطري، أو العفوي، فإن فنانيه اكتشفوا خاماته الخاصة بهم، ونهجوا أسلوباً خاصاً في أعمالهم، وإذا طلب منهم رسم موضوع موحّد بأسلوب أكاديمي لن يستطيعوا إتقانه على حين أن الدارس يستطيع رسم كل شيء.

ـ متذوق الفن المعاصر يتحير لكمّ النزعات والاتجاهات التي يتميز بها هذا العصر.. حتى ليكاد يصبح لكلِّ فنانٍ اتجاه خاص به.. فمن أي منطلق تعزين هذه الكثافة؟


- هذا فعلا ينطبق حاليا على الفن المعاصر, وأنا لست ضده طالما أن هناك فكرة ومضمونا، فالفن يتقدم بتقدم العلم والتكنولوجيا، ولكل عصر رواده.


ـ يقال: أصدق الشعر أكذبه.. ما ترينه أصدق الرسم؟


- أصدق الرسم .. ما يداعب خيالي.


ـ إذا كان للناقد الأدبي مبضع.. هل يطارد الناقد التشكيلي العمل الفني بازميل؟ كيف علاقتك بالنقاد الفنيين؟


- النقد ليس مطاردة.. فمفهوم النقد هو تحليل الناقد للعمل الفني، وإظهار مكامن سلبياته وإيجابياته معاً، وتقع على عاتق الناقد مهمة تقريب المتذوق للعملية الإبداعية التي مر بها الفنان، فنتج عنها عمله الفني. هناك فرق كبير بين النقد والانتقاد. أما عن النقاد، فإنهم قد يفضّلون الثانية، وليس الأولى.


ـ غالبا يكون اهتمام المثقف المعاصر بالفن التشكيلي درجة ثانية بعد الكتب.. من برأيك يُعد متذوقا لهذا الفن كخيار أول له، ومن ثمّ البقية من بعده تأتي؟


- المتذوق الأول إذا تجاوزنا الفنانين هو من يمتلك ذائقة بصرية عالية، وزار متاحف ومعارض عالمية، ويتمتع بحس فني راق، ويقدّر العملية الإبداعية.


ـ يقول طاغور: إن العقل ينفصل عن الأشياء؛ ليدركها كراصد لها، في حين يحب القلب الأشياء، فيعرفها بالاتحاد معها.. من منطلق هذه العبارة، هل تؤمنين بإمكانية تقييم جماليات العمل الفني بطابع موضوعي يؤمن بخارجية الجمال، وكيانه المستقل عقلياً؟


- إنني أؤيد: (حين يحب القلب الأشياء يتحد معها)، فالفنان يتحد قلباً وفكراً مع عمله الفني.


الأربعاء، شوال ١٠، ١٤٢٧

تغطية// مسرحية «بيت الوالدة» .. «أفيهات» مميزة رغم ضعف النص

اليوم الثقافي


للعام الثاني على التوالي في عيد العاصمة

عرض «بيت الوالدة» .. «أفيهات» مميزة رغم ضعف النص



مسرح عرض (بيت الوالدة) .. وفي الإطار العلوي زهور حسين ، والأسفل شيرين حطاب

منال العويبيل - الرياض

في قاعة اكتظّت إلى حدِّ اقتعاد بعض الحاضرات عتبات الدرج في ممرات المسرح اختتم العرض المسرحي النسائي (بيت الوالدة) في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، والذي تزامن تقديمه مع احتفالية أمانة مدينة الرياض بعيد الفطر المبارك، وذلك بمشاركة عدد من الفنانات السعوديات والبحرينيات، حيث جاءت البطولة للفنانة البحرينية (سميرة عابد) في دَوْر الوالدة (أم مناحي)، و أدَّت الفنانتان السعوديتان (شيرين حطّاب) و(نادين حلواني) دَوْر ابنتيها، على حين قامت الفنانة السعودية (أمل الحسين)، والبحرينية (زهور حسين) بأداء دَوْر الكنّتين، وأخيراً لعبتْ دَوْر الجارة الفنانة الإذاعية (أغادير السعيد).

تتمحور الحبكة في عنوان عريض يتمثل بلا إفراط و لا تفريط، حيث نجد شخصية الوالدة (أم مناحي) التي أفسدت ابنتيها بالدلال، وبتحريضهما على زوجيهما، في وقت تكيل لكنّتيها الظلم في المعاملة، والتكليف بشاقِّ الأعمال المنزلية، خاصةً إثر اضطرارهما للإقامة لديها بعد سفر زوجيهما للسياحة بتشجيع من الوالدة.

وتتصاعد الأحداث مع مفاجأة رغبة الأم (الأرملة) في الزواج من جديد بتحريضٍ من جارتها التي تمتهن التزويج (أم حسين)، وذلك طَمَعَاً في نيل حظٍّ من القيمة الباهظة لبيع بيت الوالدة بعد زواجها، وهو السبب الوحيد الذي شجّع أبناءها لمباركة هذا الزواج، حتى تكتشف أخيراً كذبتهم الكبيرة حول السعي لسعادتها، ومدى سوء ظنّها في كنّتيها المظلومتين مقارنةً بخذلان أبنائها لها.

من ناحية، نجد في القصة لمسات كوميدية مميزة، وعددا من الأفيهات الفكاهية التي حظيتْ بإعجاب وتفاعل كبير من الجمهور خاصةً مع شخصية الأم التي كان لها نصيب الأسد من تجاوب الحاضرات، إلا أنَّه من باب النقد لم يخلُ العمل من الافتعال والأكليشيهات في بعض المشاهد حدَّ التسذّج أحياناً، خاصة في مقالب الابنتين لزوجتَيّ أخويهما، ومناكدتهما بأسلوب مكرور لا يقدِّم أي جديد. كذلك طول الحوارات بين الشخصيات وصولاً للخَطَابة في بعض المشاهد، مما أثقل العرض بطريقة كان يمكن الاستغناء عنها.

إلى جانب ذلك ظهرت ذات المشكلة التي تكتنف الدراما السعودية (إن أمكن إطلاق هذا المسمى) في خلط عدد من الجنسيات تحت كنف ما يمكن وصفه بعائلة سعودية في الأعمال المقدمة، إذ نجد في بطلة المسرحية (سميرة عابد في دَوْر أم مناحي) بلهجتها البحرينية الواضحة رغم محاولتها تذويب بعض الألفاظ؛ لمقاربة اللهجات، وهو ما يمكن التغاضي عنه لو لم تكن في الذات نفسه (شيرين حطّاب) التي عرفها الجمهور في مسلسل (طاش ما طاش) بلهجتها الحجازية القحّة، و(نادين حلواني) ، اللتين تلعبان بلهجة (رياضية مختلطة) دور ابنتيها.

من ناحية ثانية أكَّدتْ (رانيا السيد زكي) مديرة الإنتاج لمؤسسة دنيا البرامج، وهي الجهة التي قامت بتنظيم العرض، أنَّ كمّ الإقبال الكبير مدعاة سعادة كبيرة، لما حققته المسرحية من أصداء إيجابية، خاصة في توقيت الاحتفاء بالعيد. و حول العوائق التي واجهها فريق التنظيم أشارت إلى أنَّ أبرز المعوقات تمثل في الفوضى الحاصلة من عدد من الحاضرات اللاتي أصررن على اصطحاب أطفالهن للعرض النسائي، رغم وجود فعاليات أخرى مناسبة للأطفال تتزامن مع وقت العرض في المركز، مما كان سببا في الازدحام الشديد، و حرمان عدد من الزائرات من الحصول على مكان مناسب للجلوس في المسرح. الذي حصل أنَّه سُمح لعدد من النساء بإدخال أطفالهن في يوم العرض الأول، لكنَّ كمَّ الضوضاء والازدحام استدعيا منع ذلك في بقية الأيام .

من جهة أخرى أكَّدت الفنانات المشاركات في العرض سعادتهن بالإقبال الجماهيري، وتجاوب الحاضرات مع العرض غير مرَّة، حيث أوضحت الفنانة (أمل حسين) في تصريح لها ضرورة دعم المواهب السعودية، خاصةً الإبداعات النسائية في ظلِّ الانفتاح الحالي على المسرح.

وحول تجاوب الجمهور من الحاضرات أوضحتْ الفنانة (شيرين حطَّاب) أنَّها سعيدة بهذا الاتجاه للمسرح النسائي في المملكة، حيث إنَّ مبادرة أمانة منطقة الرياض تساهم في التفاعل المباشر مع جمهور النساء، الذي لامستْ تفاعله مع أحداث المسرحية حيث وجدتْ القاعة مليئة بالجمهور في كافة أيام العرض.

وعلى صعيد آخر تنوعت ردود فعل الجمهور بين المبارِك و المصدوم من العرض، حيث أوضحت إحدى الحاضرات (لم تذكر اسمها) أنَّها حتى لحظة فتح الستارة - رغم أنها سبق أن سمعت عن عرض العام الفائت - لم تصدِّق حقيقة وجود عرضٍ مسرحيٍّ حيّ في الرياض، متوقعةً اقتصاره على بثٍّ تسجيلي على شاشة ما، إذ لم تتصور إمكانية الاستعاضة عن وجود العنصر الرجالي في العرض، مؤكدةً سعادتها بالمسرحية، و طاقم العمل المشارك.
وأكّدت إحدى الحاضرات صدمتها بنوعية المسرحية المعروضة، التي رغم أنها لم تخلُ من بعض المشاهد الكوميدية المميزة، إلا أنَّ القصة ركيكة، و لا تضيف أي عمق للموضوع المطروح، أو تقترح أي معالجة.
كما عقدت إحدى حاضرات العرض مقارنة بين ما قُدِّم هذا العام، وبين عرض العام الماضي (وأخيراً عدنا)، الذي رأت فيه تميزاً أكبر، وإن لم يصل كلا العرضين إلى المتوقع من بدايات أكثر تميزاً للمسرح النسائي السعودي، بمعالجة قضايا أكثر عمقاً، وتأثيراً من منطلق أنّ المرأة لا تفهمها إلا مثيلتها.
يذكر إنَّ القصة للكاتبة (نورة العبدالله)، وأعدَّ السيناريو والحوار محمد خلف، وأخرجتها البحرينية (زهور حسين) التي شاركت كذلك في التمثيل.