وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الأحد، شوال ١٦، ١٤٢٨

تغطية// نسائية أدبي الرياض تدشِّن موسمها الجديد

شح الحضور وغياب الدائرة التلفزيونية أبرز الانتقادات:
نسائية أدبي الرياض تدشِّن موسمها الجديد


- من إصدارات النادي -

منال العويبيل - الرياض

في وسطٍ بات مأخوذاً بالعالم الافتراضي على شبكة الانترنت بالتقادم، يحاول المشهد النسائي الثقافي في مدينة الرياض بث الحراك في المبدعات والمهتمات بهذا المجال للتفاعل المباشر ممثلاً باللجنة النسائية لأدبي الرياض التي دشّنت موسمها الثقافي الجديد بحفل معايدة استضاف عدداً من مبدعات ومثقفات العاصمة، استهلته د. سعاد المانع (رئيسة اللجنة) بفتح مجال الحديث عن ذاكرة العيد الشخصية للحاضرات، والذي جاء ذا شجون استحضرت غياب ثقافة الفرح في المجتمع، ومظاهره العامة الخجولة في منطقة نجد. قدَّمت إثره عدد من الشابات فقرة شعرية لنصوص مختارة حول المناسبة.
.
وكانت مفاجأة اللقاء الإعلان عن تعاون قادم بين اللجنة النسائية وجماعة (فعل) الثقافية التي أسستها القاصتان أحلام الزعيم ويمنى سالم، والشاعرة كوثر موسى، وعدد من الأسماء الشابة، لتشكيل امتداد أفقي شبابي يكسر إطار النُخب باتجاه الجمهور العادي. وقد أكّدت أحلام الزعيم أن قلة حضور العنصر الشبابي تحديداً يحمل دلالة سلبية لم يستطع النادي رتق قصورها، وهو ما تطمح الجماعة لتحقيقه عبر تبني ملتقى يضم كافة الأنماط والأطياف الثقافية، ويهدف لتنمية ذائقة منوعة تشجّع متذوق الشعر لحضور الفعاليات السردية، وترغيب التشكيلي في حضور أمسيات الشعر والقَصّ. مؤكدة أنهن لا يهدفن لتكريس التنظير بقدر ما يطمحن لإيصال أجندتهن إلى أرض الواقع. الأمر الذي أكدته كوثر موسى، مما دفعهن لتخصيص وقت كافِ للتحضير والاقتراحات التي تنتظر إنفاذها بالتشاور مع اللجنة النسائية، متجاوزات فكرة المنافسة أو إقصاء اللجنة الأساسية إلى الرغبة في إضافة حس من الجودة وديناميكية الأداء على أنشطتها (على حد تعبيرها).
.
أما يمنى سالم فأكّدت أن من أهم أهدافهن خلق حلقة وصل بين الشابات والنادي، كفئة غاب العديد من مواهبها وفعاليتها، ومحاولة تقديم أصواتها، وإثبات حضورها جنباً إلى جنب الجيل السابق.وقد أبدت د. فوزية أبو خالد (عضوة اللجنة) تحفّظها على استحداث حضور الجماعة من قبيل «لجنة داخل لجنة»، داعية إلى الانخراط في اللجان التي تضمها نسائية النادي، والتي تتفرع إلى: الشعر، والسرد، والترجمة، والنقد، وغيرها.
.
الأمر الذي فنّدته أحلام الزعيم بأنّ هدف التوسع يحاول تجنّب الأُطر والمسميات، كون الغاية الأساسية خلق مناخ جديد يسمح بالتنوع والمغايرة، وبالتالي منح المتلقيات خيار التذوق من كافة الأطياف.
.
بعد ذلك انتقلت دفة الحديث لعصفٍ ذهني؛ لطرح ملاحظات الحاضرات حول الموسم الماضي، وجعل النشاطات السابقة في موضع النقد، والذي تركّز التساؤل فيه عن قلّة الحضور، بل على وجه الخصوص تفاوت نسبها. هيفاء الفريح (إحدى المواظبات على حضور فعاليات النادي) اقترحت فتح أبواب النادي بصفة دائمة للمثقفات دون حكر ذلك في المناشط المقامة. الأمر الذي أكّدته فاطمة الحسين (عضوة اللجنة) من فتح المجال لزائرات النادي كمرفق ثقافي يجتمعن فيه للتواصل، والاستفادة من مكتبته.
.
فاتن حلواني اقترحت الاستفادة من تجربة المراكز الإعلامية في الجامعات كمثال لدعم التسليط الإعلامي على أنشطة النادي. أما د. نورة الشملان فأكدت ضرورة توفير الشبكة التلفزيونية مع اللجنة الرجالية لانتفاع أكبر عدد ممكن من الجنسين من فعاليات النادي، أو نقل فعاليات النادي لمَرْفق تتوفر فيه الإمكانيات المتعذرة في المقر.
.
كما اقترحت منى الشدي تكثيف الجهود لإزاحة الغمامة عن نشاطات اللجنة، وتصحيح الصورة الملتبسة في المجتمعات المغلقة التي ربطت مصطلح الثقافي بالتحرر، والليبرالية، وصولاً للعلمانية، بمجانية جاهزة شكّلت حائلاً وهمياً عند البعض يمنعهن من حضور الفعاليات، أو أضعف الإيمان ممانعة الأُسر السماح لفتياتهن بالحضور! إلى جانب ضرورة تجاوز الطابع النخبوي، أو على وجه التحديد (الأحادي) الذي يعكسه مسمى النادي.
.
وهو ما أوضحت د. أميرة الزهراني (عضوة اللجنة) من أن الأمر قيد دراسة الوزارة لتغيير مسميات جميع أندية المملكة لما يعكس شمولية حراكها وفعالياتها الثقافية.
.
وبانتظار ما تثمره جهود اللجنة وجماعة فعل، يظل التعويل على كسب ثقة مثقفات العاصمة ودفعهن للحضور، من منطلق أن التعطش للمنابر الثقافية الذي علّقت حوله د. هتون الفاسي في ظل شح الفعاليات المتاحة للنساء سابقاً، وأن النادي هو المظلة الأنسب لهن.. أغفلتْ فيه أن الجيل الجديد، ومن سبقه كذلك، وجد مورداً مرويًا في فضاء الانترنت في السنوات الأخيرة، تاركاً أغلب ما استُحدث من فعاليات ثقافية عرضة للجفاء الجماهيري والإعلامي.