وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الأربعاء، شوال ١٠، ١٤٢٧

تغطية// مسرحية «بيت الوالدة» .. «أفيهات» مميزة رغم ضعف النص

اليوم الثقافي


للعام الثاني على التوالي في عيد العاصمة

عرض «بيت الوالدة» .. «أفيهات» مميزة رغم ضعف النص



مسرح عرض (بيت الوالدة) .. وفي الإطار العلوي زهور حسين ، والأسفل شيرين حطاب

منال العويبيل - الرياض

في قاعة اكتظّت إلى حدِّ اقتعاد بعض الحاضرات عتبات الدرج في ممرات المسرح اختتم العرض المسرحي النسائي (بيت الوالدة) في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، والذي تزامن تقديمه مع احتفالية أمانة مدينة الرياض بعيد الفطر المبارك، وذلك بمشاركة عدد من الفنانات السعوديات والبحرينيات، حيث جاءت البطولة للفنانة البحرينية (سميرة عابد) في دَوْر الوالدة (أم مناحي)، و أدَّت الفنانتان السعوديتان (شيرين حطّاب) و(نادين حلواني) دَوْر ابنتيها، على حين قامت الفنانة السعودية (أمل الحسين)، والبحرينية (زهور حسين) بأداء دَوْر الكنّتين، وأخيراً لعبتْ دَوْر الجارة الفنانة الإذاعية (أغادير السعيد).

تتمحور الحبكة في عنوان عريض يتمثل بلا إفراط و لا تفريط، حيث نجد شخصية الوالدة (أم مناحي) التي أفسدت ابنتيها بالدلال، وبتحريضهما على زوجيهما، في وقت تكيل لكنّتيها الظلم في المعاملة، والتكليف بشاقِّ الأعمال المنزلية، خاصةً إثر اضطرارهما للإقامة لديها بعد سفر زوجيهما للسياحة بتشجيع من الوالدة.

وتتصاعد الأحداث مع مفاجأة رغبة الأم (الأرملة) في الزواج من جديد بتحريضٍ من جارتها التي تمتهن التزويج (أم حسين)، وذلك طَمَعَاً في نيل حظٍّ من القيمة الباهظة لبيع بيت الوالدة بعد زواجها، وهو السبب الوحيد الذي شجّع أبناءها لمباركة هذا الزواج، حتى تكتشف أخيراً كذبتهم الكبيرة حول السعي لسعادتها، ومدى سوء ظنّها في كنّتيها المظلومتين مقارنةً بخذلان أبنائها لها.

من ناحية، نجد في القصة لمسات كوميدية مميزة، وعددا من الأفيهات الفكاهية التي حظيتْ بإعجاب وتفاعل كبير من الجمهور خاصةً مع شخصية الأم التي كان لها نصيب الأسد من تجاوب الحاضرات، إلا أنَّه من باب النقد لم يخلُ العمل من الافتعال والأكليشيهات في بعض المشاهد حدَّ التسذّج أحياناً، خاصة في مقالب الابنتين لزوجتَيّ أخويهما، ومناكدتهما بأسلوب مكرور لا يقدِّم أي جديد. كذلك طول الحوارات بين الشخصيات وصولاً للخَطَابة في بعض المشاهد، مما أثقل العرض بطريقة كان يمكن الاستغناء عنها.

إلى جانب ذلك ظهرت ذات المشكلة التي تكتنف الدراما السعودية (إن أمكن إطلاق هذا المسمى) في خلط عدد من الجنسيات تحت كنف ما يمكن وصفه بعائلة سعودية في الأعمال المقدمة، إذ نجد في بطلة المسرحية (سميرة عابد في دَوْر أم مناحي) بلهجتها البحرينية الواضحة رغم محاولتها تذويب بعض الألفاظ؛ لمقاربة اللهجات، وهو ما يمكن التغاضي عنه لو لم تكن في الذات نفسه (شيرين حطّاب) التي عرفها الجمهور في مسلسل (طاش ما طاش) بلهجتها الحجازية القحّة، و(نادين حلواني) ، اللتين تلعبان بلهجة (رياضية مختلطة) دور ابنتيها.

من ناحية ثانية أكَّدتْ (رانيا السيد زكي) مديرة الإنتاج لمؤسسة دنيا البرامج، وهي الجهة التي قامت بتنظيم العرض، أنَّ كمّ الإقبال الكبير مدعاة سعادة كبيرة، لما حققته المسرحية من أصداء إيجابية، خاصة في توقيت الاحتفاء بالعيد. و حول العوائق التي واجهها فريق التنظيم أشارت إلى أنَّ أبرز المعوقات تمثل في الفوضى الحاصلة من عدد من الحاضرات اللاتي أصررن على اصطحاب أطفالهن للعرض النسائي، رغم وجود فعاليات أخرى مناسبة للأطفال تتزامن مع وقت العرض في المركز، مما كان سببا في الازدحام الشديد، و حرمان عدد من الزائرات من الحصول على مكان مناسب للجلوس في المسرح. الذي حصل أنَّه سُمح لعدد من النساء بإدخال أطفالهن في يوم العرض الأول، لكنَّ كمَّ الضوضاء والازدحام استدعيا منع ذلك في بقية الأيام .

من جهة أخرى أكَّدت الفنانات المشاركات في العرض سعادتهن بالإقبال الجماهيري، وتجاوب الحاضرات مع العرض غير مرَّة، حيث أوضحت الفنانة (أمل حسين) في تصريح لها ضرورة دعم المواهب السعودية، خاصةً الإبداعات النسائية في ظلِّ الانفتاح الحالي على المسرح.

وحول تجاوب الجمهور من الحاضرات أوضحتْ الفنانة (شيرين حطَّاب) أنَّها سعيدة بهذا الاتجاه للمسرح النسائي في المملكة، حيث إنَّ مبادرة أمانة منطقة الرياض تساهم في التفاعل المباشر مع جمهور النساء، الذي لامستْ تفاعله مع أحداث المسرحية حيث وجدتْ القاعة مليئة بالجمهور في كافة أيام العرض.

وعلى صعيد آخر تنوعت ردود فعل الجمهور بين المبارِك و المصدوم من العرض، حيث أوضحت إحدى الحاضرات (لم تذكر اسمها) أنَّها حتى لحظة فتح الستارة - رغم أنها سبق أن سمعت عن عرض العام الفائت - لم تصدِّق حقيقة وجود عرضٍ مسرحيٍّ حيّ في الرياض، متوقعةً اقتصاره على بثٍّ تسجيلي على شاشة ما، إذ لم تتصور إمكانية الاستعاضة عن وجود العنصر الرجالي في العرض، مؤكدةً سعادتها بالمسرحية، و طاقم العمل المشارك.
وأكّدت إحدى الحاضرات صدمتها بنوعية المسرحية المعروضة، التي رغم أنها لم تخلُ من بعض المشاهد الكوميدية المميزة، إلا أنَّ القصة ركيكة، و لا تضيف أي عمق للموضوع المطروح، أو تقترح أي معالجة.
كما عقدت إحدى حاضرات العرض مقارنة بين ما قُدِّم هذا العام، وبين عرض العام الماضي (وأخيراً عدنا)، الذي رأت فيه تميزاً أكبر، وإن لم يصل كلا العرضين إلى المتوقع من بدايات أكثر تميزاً للمسرح النسائي السعودي، بمعالجة قضايا أكثر عمقاً، وتأثيراً من منطلق أنّ المرأة لا تفهمها إلا مثيلتها.
يذكر إنَّ القصة للكاتبة (نورة العبدالله)، وأعدَّ السيناريو والحوار محمد خلف، وأخرجتها البحرينية (زهور حسين) التي شاركت كذلك في التمثيل.