وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الأربعاء، ذو القعدة ١٨، ١٤٢٨

تحقيق// المرأة تواجه خذلان آليات التنفيذ وتصلب شعار الخصوصية


بين مناشط ثقافية تقصيها وأخرى تهمّشها
المرأة تواجه خذلان آليات التنفيذ وتصلب شعار «الخصوصية»

منال العويبيل - الرياض

في مختلف أرجاء العالم العربي تُستقبل الإعلانات العامة عن التظاهرات والمناشط الثقافية بتساؤل الفئة المستهدفة عن رغبتها بالحضور من عدمها، أو مناسبة توقيت الفعاليات مع البرنامج الخاص لكل شخص، ووقت عمله مثلاً، أو ارتباطاته العائلية، وقد يوجد أهم من هذه الأسباب أو أوهى، إلا أننا قد نظل البلد الوحيد الذي تتساءل أوساطه الثقافية، والنسائية خصوصاً: هل سيُسمح بحضور النساء أم لا؟!
إن الفئة المعارضة تجد رهانها في شعار عريض يتمثل بـ « خصوصية المجتمع السعودي» ، والفئة المرحبة كثيراً ما يتردد معها نظريات حقوقية، وانتصارات صغيرة أو كبيرة للمرأة، إلا أن المركون على رف الهامش هو نظرة المرأة نفسها للموضوع، والمزايدة على أولويات أخرى، في حلقة مفرغة من التشتيت عن أي مطلب تحت حجة أن «س» من القضايا أولى، وهكذا دواليك.
كثيراً ما اُستخدم مفهوم الخصوصية السعودية كحجة تعارض الكثير، الذي يترجمه اللفظ الدارج: « من بعيد لبعيد» ، بما يدرأ المفاسد حيناً، أو ما بات يدرأ رزمة من الأمور التي تنتظر البت في وضع المرأة بأغلب ما فيها ! ورغم ربط هذا المفهوم بالنماذج المحلية الأصولية، لا يمكننا أن ننكر تغلغل حضورها في كثير من الذهنيات العامة، ممن قد لا يفقهون ألف الأصولية، أو ياء الليبراليين، وعلى هذا الأساس يستلزم الوضع وعياً بقامة رهاننا على الفعل الثقافي في إيصال الفكرة الصحيحة لشراكة المرأة في الحراك الثقافي بدءًا بأمرٍ بسيط يتمثل في حضورها، دون صدامات، أو مزايدة.
.
.
ممنوعةٌ أنتِ
.
« اعتذار حارس مركز الملك فهد الثقافي لا يكفي » هذا ما قالته «لمى» التي حاولت حضور فعاليات الأيام الثقافية الجزائرية المقامة في الرياض قبل فترة، والتي قررت الوزارة إلغاء الآلية المتبعة في الفعاليات التونسية التي سبقتها، وتحديد أيام منفصلة للرجال وأخرى للنساء، تقول: لم أتكلف عناء الاتصال والاستفسار كما أفعل مع كل فعالية يُعلن عنها، قِستُ الأمر على فعالية وفد تونس الثقافي، ومضيت مع بعض الصديقات، ولم نجد سوى بوابة توصد في وجوهنا، وحارس يعتذر طالباً منا العودة في يومٍ آخر حُدد في جدول لم يُنشر بجانب إعلانات الفعاليات، إلا أنهم فيما يبدو يطلبون منا أن تقودنا البديهة لتوقّع عدم سماح دخولنا لا العكس!
لا تتوانى «لمى» عن حضور المناسبات الثقافية المختلفة، تقول: إنها تجد متعة توازي ما تراها الثقافات الأخرى في حضور حفلاتهم الموسيقية الصاخبة، أو صديقات يتفقن سويا على حضور فيلم سينمائي في نهاية الأسبوع. إن فعاليات متميزة كمعارض الكتاب، المعارض التشكيلية، وغيرها تجعلني - كما تقول - أتواصل مع شغفي بعالم الكتب، وعالم الصورة خارج الورق؛ لتكون ثقافتي على أرض الواقع.
.
«سينما وفهمناها، متى المسرح؟» هذا رأي «أمل» التي تقول: أحاول تفهّم الضجة المصاحبة لتفعيل حضور السينما في السعودية، لكن حضور المسرح المحلي منذ عدة سنوات أنتج مواهب كبيرة كمحمد العلي، وبكر الشدي -رحمهما الله- ، وراشد الشمراني، والقصبي والسدحان، والقائمة تطول، والتي ظلت حكراً على مسارح الجامعة وجمعية الثقافة والفنون، التي من المفترض إضافة وصف الذكورية عليها، فعدا إدراج أسماء شكلية لتشكيليات لا أظن لهذه الجمعية أي فعالية أو دعم أو تفعيل لحضور النساء. حتى تُعلق ساخرة: «ولا تهون رئاسة الرعاية العامة للشباب».
«أمل» تتساءل عن احتكار عروض العيد المسرحية على الرجال، دون محاولة السماح للعائلات، أو تخصيص أماكن مخصصة لحضور النساء، رغم تخصيص عرض نسائي وللأطفال، الذي تراه لا يكفي، ويوافقها الكثيرات، إذا ما علمنا أن أمانة مدينة الرياض استأنفت العروض المسرحية بعد العيد في نهايات الأسبوع، وعبر عروض مخصصة للرجال فقط.
.
وعطفاً على ذكر السينما تتحدث «نوف» عن العروض السينمائية التي أقيمت قبل فترة في جمعية الثقافة والفنون بالرياض، تقول: حاولت الاستفسار من أحد المنظمين عن سبب منع الحضور النسائي في وقتٍ تسنى للسيدات في جدة حضور مهرجان خاص بالعروض، وتسنى لسيدات الشرقية حضور عروض الأفلام عبر ناديها الأدبي. وللأسف - كما تضيف نوف - تمنيت تملصه من الجواب بدلاً من إخباري بأن السبب «عدم توفّر مكان يسمح بحضور النساء» في مدينة كالرياض تضم مرافق بحجم مركز الملك فهد الثقافي، وقاعات الجامعات والكليات المختلفة، عدا القاعات الخاصة في الفنادق التي تسمح بتخصيص مكان للجنسين!
ما قد تجهله "نوف" أنه في الوقت الذي اُستغني فيه عن حضور المرأة لعروض جمعية الرياض.. عُرض في الوقت نفسه فيلم كتبت السيناريو له أو أخرجته أو مثّلت فيه امرأة؟! مع التأكيد أن الأمر لا يقتصر على حضور طاقم العمل فقط، بل ضرورة شراكة جمهور النساء في التذوق، والنقد.
.
.
الباب موصد
.
‘‘ويتكون برنامج فعاليات اليوم بالمتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي من معارض للفنون والمعرض الفوتوغرافي وعروض فرق الفنون للرجال ، بينما يقام مساء غد عرض فني للرجال في قاعة الملك عبد العزيز للمحاضرات ، وعرض فني آخر للنساء في جامعة الأمير سلطان بن عبد العزيز‘‘.
(انطلاق فعاليات الأيـام الثقافية الأذربيجـانية _ جريدة اليوم)
10 نوفمبر 2007
.
.
«فاحشة لا ينبغي السكوت عليها» هكذا وصف البعض ظهور المرأة السعودية بشكل كبير في الدورة الثانية لمهرجان جدة للعروض المرئية الذي عقد في الفترة من 17-20 يوليو الجاري. وعلى الرغم من رأي هذا البعض إلا أن آخرين أكدوا على ضرورة مواصلة الاهتمام بها خصوصًا بعد أن أبدعت المرأة برغم مجتمعها «المغلق».
(علي الفقيه _ موقع عشرينات)
21 يوليو 2007
.
.
« أكد بندر الغامدي المسؤول عن الأنشطة الرياضية بالمدينة على وجود تصريح من وزارة الداخلية يمنع دخول أي امرأة أو حتى طفلة لمدينة الملك فهد الساحلية كون المدينة تقع أنشطتها ضمن ذلك... .
.. يأتي منع النساء من الحضور كمتلق للمشهد الثقافي في المؤسسات والمراكز الثقافية مثل جمعية الثقافة والفنون وغيرها من المؤسسات المعنية كحجر عثرة أمام الخطاب الوزاري لوزير الثقافة إياد مدني بأن تكون المرأة جزءا من المشهد الثقافي لا أن تكون فقط كمتلق».
حول استضافة مدينة الملك فهد الساحلية عرض مسرحية «رصاصة الرحمة»
(أميمة الفردان_جريدة الشرق الأوسط)
27 يوليو 2006
.
.
«وللأسف فإن حضور نشاطات الجماعة في النادي مازال مقتصراً على الرجال لعدم توافر قاعة نسائية، فمن ترغب في تقديم قراءة للنصوص المذكورة لقراءتها في جلسة الجماعة بالنادي عليها إرسالها على البريد الخاص لكائن سردي»
(إعلان عن نشاط لجماعة السرد بنادي الرياض_ شعبيات)
11 إبريل 2006
.
.
افتح يا سمسم
.
لا ينسى التاريخ ما فعلته يوماً الأمريكية السوداء «روزا باركس» أثناء فترة العنصرية في الولايات المتحدة عام 1955م؛ حين قررت الجلوس في المكان المخصص للبيض في إحدى حافلات النقل، فقد تطلَّبها الأمر مجرد التلفظ بـ لا رفضاً لتخليها عن مقعدها لرجل أبيض ليكون الأمر شرارةً لبدء حركة المطالبة بالحقوق المدنية. نحن في وطن لا ينكر حقوق النساء، لكن آليات التنفيذ باتت تخذلهن غير مرة. إن فتح المجال لحضور السيدات لحضور كافة الفعاليات الثقافية يستسفها البعض إزاء قضايا أخرى، لكن الحقوق لا تتجزأ، فهل حق خيار الحضور من عدمه كثير؟!.