وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الثلاثاء، شوال ٠٩، ١٤٢٧

تغطية// مسرحية «أطفال الرياض» تخاطب طفل عصر المعلومات بحوارات ساذجة

اليوم الثقافي


عرض تحكمه هشاشة الأفكار وتقليدية الموضوعات

مسرحية «أطفال الرياض» تخاطب طفل عصر المعلومات بحوارات ساذجة



مسرح عرض (أطفال الرياض).. وفي الإطار نادين حلواني



منال العويبيل - الرياض

بتحضيراتٍ وصلت لشهر، وانتقاء مميز لعدد من الأطفال الموهوبين قُدِّمتْ مسرحية (أطفال الرياض) على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، التي حُدِّدت للأطفال ما دون سنِّ العاشرة . يتمحور موضوع المسرحية حول العيد في الرياض مدينةً، وأناسا، والمفارقات بين احتفائية العيد في الماضي والحاضر، مع بعض الألعاب الشعبية والأناشيد التي تحاكي فرحة العيد، بمشاركة الفنانة (أغادير السعيد) تمثيلاً (دَوْر الجَدَّة) وإخراجاً للعرض، والممثلة (نادين حلواني) في دور الأم .

ورغم الجمالية التي تتبدى من فكرة المسرحية نجد أنها لم تخلُ من الهشاشة في بناء حبكتها، حيث اُتكل في العديد من المطروح على الموضوعات التقليدية التي اعتيد استهلاكها في الفن المقدَّم للطفل، التي تخاطبه بما يقصر عن مستواه العقلي، إذ لا يمكن التشكيك في مقدار وعي أطفال اليوم، واتقاد ذكائهم بما يصدم الكبار أحياناً، ولا يمكن كذلك في ظل هذا الانفتاح المعلوماتي اعتبار تحديد السن بما دون العاشرة عُذراً للكثير من الحوارات الساذجة بين الشخصيات، خاصةً الأم و الجَدَّة، مما أفقد الأطفال في وقت ما تسلسل متابعتهم للعرض؛ لفرط تململهم من ذلك على حساب تصعيد الأحداث لذروة ما جاذبة.

ومما أثّر على العرض كذلك .. عدم استطاعة القاعة استيعاب تزايد أعداد الأطفال الحضور حتى آخر لحظة في العرض، رغم تزامن المسرحية مع وقت عرضٍ كارتوني في سينما الأطفال في ذات المركز، وربما يعزى ذلك لسحر العرض المباشر على الكارتوني المسجَّل.

ورغم تفاني مسئولات التنظيم لتلافي الفوضى الحاصلة.. أثيرت ضوضاء أثّرت كثيراً على متابعي العرض، حتى وصل الأمر للشوشرة على أصوات الممثلين أنفسهم!
والحقيقةً من الممكن اعتبار تدبيج العرض ببعض الأهازيج الشعبية، والألعاب البسيطة التي تتمحور حول روح العيد، والاحتفال سبباً أضاف الحيوية له . و قد خُتِمَ ذلك بنثر حلوى العيد على الأطفال الحضور.

وللأسف بدا ديكور المسرح فقيراً فنياً، إضافةً إلى ضيق مساحته، كذلك تواجد عدد من الأخطاء التنظيمية، فعلى سبيل المثال خرجت من ثنايا الديكور الجانبي في المسرح ما توقعه الحضور إحدى الممثلات المشاركات في وقت متأخر من العرض، التي اتضح أنها إحدى مشرفات القاعة, مما كسر خط المشهد المعروض في تلك اللحظة . كذلك وافق النصف الثاني للعرض جلوس مديرة الإنتاج على طرف خشبة المسرح مواجِهةً الجمهور مباشرة إثر تعذر وجود مكان للجلوس. وكأنَّ تحديد العرض للأطفال يفتح المجال للكثير من الأخطاء المستغرَبة!

الطفلة (أطلال المشاري) كانت إحدى بطلات العرض الصغيرات، أخبرتنا عن مدى سعادتها، وحماسها في العرض، خاصةً مع تجاوب الحاضرين . وحول المدة التي استغرقتها التحضيرات أجابتنا بأنها دأبت على مشاركة البروفات منذ حوالي الشهر دون ملل، مثنيةً على الدور الكبير للمؤلف محمد إبراهيم خلف . وحول إذا كانت مشاركتها في المسرحية سبباً في إفساد مشاركتها عائلتها احتفاءهم بالعيد أجابت بأنه تسنت لها مشاركة عائلتها فرحة العيد طوال النهار، ثم توجهت تالياً في المساء للمركز للمشاركة في المسرحية، التي حُدد عرضها بعد صلاة العشاء، وبالتالي كان عيدها عيدين.

من ناحية، أثنتْ إحدى الحاضرات على جمالية العرض، حيث إنّه أسعد الأطفال الحاضرين، الذين يعيشون تجربة حضور مسرحية برفقة (أمهاتهم) لأول مرة كما رأتْ.

في حين انتقدت أم أخرى نوعية القصة المطروحة، التي وجدتها تَقْصُر إزاء أقلِّ مستويات المسرح المدرسي للأسف - على حدِّ تعبيرها - حيث إنَّه لا جديد في القصَّة، ولا الأحداث .

من ناحية أخرى تساءل عدد من الأُسر عن إمكانية تمكين مسرح الطفل طوال العام، لدورهما التثقيفي والترفيهي الكبيرين . كما أننا عبر هذه الفُرجة نقترح فتح المجال لاقامة مسابقة للعروض المسرحية المدرسية المميزة، ومن ثمَّ تحظى بإمكانية العرض الجماهيري عبر جهة كمركز الملك فهد الثقافي، مما يطلق العديد من الإبداعات المتميزة في جوٍّ تنافسيٍّ راقٍ.

الاثنين، شوال ٠٨، ١٤٢٧

خبر// ليلى الجهني تعايد الوسط الثقافي بـ «جاهلية»0


اليوم الثقافي


ليلى الجهني تعايد الوسط الثقافي بـ «جاهلية»0




منال العويبيل - الرياض


بتروٍّ حذق كي يستوفي إصدارها استواءه .. صدرتْ الرواية الثالثة للروائية (ليلى الجهني) عن دار الآداب للنشر والتوزيع في بيروت، بعنوان (جاهلية) حيث تستقبلها رفوف المكتبات تزامناً مع احتفالات عيد الفطر كعيدية مميزة للوسط المحلي والعربي، والذي احتفى مسبقاً بروايتها الأشهر (الفردوس اليباب) على مستوى المتلقين والنقّاد.

تضمّنت (جاهلية) ثمانية فصول تنوعت في دلالتها السردية، ورهان اللغة التي سبق أن تميزت الجهني فيها، وهي : سماءٌ تهوي، ولم يرَ ملائكةً قط ، الصمتُ والموت، رائحة الحزن، صكّ غفران، عَطَب، ما تحت اللّون، غوغل يهذي.

تأتي هذه الرواية مواكبة لمسار التصعيد لخط الرواية السعودية الحالي من حيث تعريته الشفافة لسلبيات المجتمع، خاصةً تلك الثقوب من الموروثات، والتقاليد المتزمتة التي تتسع بشراهة في ثوبه دون اعترافٍ، أو مواجهة في سبيل مجتهد للرتق، وفي مضيٍّ ممعن في التجاهل، حيث يتجلى أغلب ذلك في معمعة الطبقات الاجتماعية التي تتناقض مع العناوين العريضة للمساواة، والتي تستحيل إلى شعار معلَّب إزاء هذا القبيل من التزمّت، وذلك في تعرية تستحضرها ليلى الجهني في ثنايا قصة حب يئدها فرق اللون!، وتحدِّد مكانها في مجتمع المدينة المنورة على سبيل التمثيل لا التحديد لتعنّّت التقاليد المجافية للمنطق!.

وفي مقطع خصّتْ به الروائية (اليوم) تقول :((لقد أوضع يديه تحت إبطيه، ولو أنه قربهما الآن من أنفه لشمَّ رائحته، وربما عرف ألا شيء يستحق عناء ما فعل. كان ذلك آخر ما فكَّر فيه، بعدها لم يدرِ بما، أو بـمَن فكَّر. طردت صورة الجسد الملطَّخ بالدم والمنكفئ على الأسفلت كل التفاصيل الأخرى، وودَّ لو فرَّ منها، لكنه كان يجرُّ شيئاً ثقيلاً خلفه ويلهث : أمه، وأخته، وأبوه، والحياة التي عاشها من قبل، والتي لن يعيشها من بعد، والأشياء التي ظنَّ أنها تنتظره، فاكتشف أنَّه هو من سيظل ينتظرها، وربما لن تجيء، والموت، الموت الذي فرَّ من جواره.. الموت الذي انتظره في شارع خلفي من شوارع المدينة المنورة كي يقهقه بلا حشمة)).


إنها رواية تحمل الكثير، وستتحمل الكثير من الرؤى والضوء.

السبت، شوال ٠٦، ١٤٢٧

تحقيق// النصوص المثيرة بين جدل حقيقتها.. وذكاء كاتبها

اليوم الثقافي


بعض القراء يبحث عن تماثل الأحداث مع الواقع

النصوص المثيرة بين جدل حقيقتها.. وذكاء كاتبها

بوخمسين : من الطبيعي لدى البشر النبش عن الفضائح



منال العويبيل _ الرياض

ثمة ولع يتملك بعض القرّاء بالنصوص التي يرتكز ساردها على أحداث حقيقية حصلت في الواقع، بما يجعل الجدل الذي قد تثيره يتمحور حول مدى صدقيّة الشخصيات والأحداث بغضّ «النقد» عن أداء الكاتب نفسه.. (بنات الرياض)، (الإرهابي 20)، (الآخرون)، ومؤخراً (شباب الرياض).. نصوص استقطبت إثارة عُنيتْ في أولى بنودها بواقعية ما تناولته من أبطال والأحداث المُثيرة التي مرّوا فيها. إلا أنّ هذا لا يعني أنه لم تمرق العديد من فضلى النصوص الإبداعية بسحرٍ جعلها تشير للواقع بفوهة سبابتها. ومع هذا يجد العديدون سحرا أخصّ للفظة «قصّة حقيقية».

_هبة بوخمسين_



بدءاً ترى القاصّة هبة بوخمسين أن القارئ بطبيعته يميل للحدث الحقيقي بشخوصه الواقعية، وما يحمله من تفاصيل خاصة الكاسرة للواقع المتعارف عليه، والمتمردة على مضامين الحياة الاجتماعية؛ لسبب بسيط متمثل بالإثارة التي تجيء بعده، وبالأحاديث التي سيتناولها قارئ النص، وبالبحث عن مواطن الحقيقة بين التفاصيل، وإسقاطها على كاتبها، أو على من حوله، أو حتى بالبحث عن صاحب القصة الحقيقية لو لم يجئ النص على ذكره صراحة.. وهو ميل عام وطبيعي لدى البشر في النبش عن الفضائح، وأن يأتي المطلع على الفضيحة بها قبل غيره؛ ليكون له السبق في نشر أخبارها. إنه عالم مضحك على بساطته وسذاجته ولهوه السطحي الذي لا يدرك أصحابه النخور التي يحدثها فيه بسبب اهتماماته وأفعاله الغريبة.

وتضيف حول دور الكاتب في التصريح عن مدى حقيقية نصه: هناك حقيقة وراء كل نص، سواء جاء الإعلان عنها صراحة أم لا. فالكاتب يستحضر شخوص نصه بمختلف أجناسه من الواقع المعاش.. مسألة كون النص حقيقيا، أم متخيلا، وتصريح الكاتب بذلك من عدمه يفترض أن نكون قد تجاوزناها، فالمهم هو القيمة الأدبية الإنسانية من وراء النص، وهذا ما يجب أن نأخذ وعي القارئ إليه. ليس كل نص حقيقيا في وقوعه 100%، قد يكون كله متخيلا، ومستقاة أحداثه من وقائع حياتية، وقد يحتوي على تفاصيل إنسانية دقيقة حقيقية دون الإشارة لأصحابها، فنحن في النهاية جزء من حياتنا اليومية، ولا يمكن الانفصال عن ذواتنا حتى بتقديم نص فانتازي، فإن كل الإسقاطات والرموز فيه تعبر عن واقع حقيقي. أما في حال تصريح الكاتب عن واقعية نصه حدّ الحقيقة فتجد أن الأمر سيكون مثار اهتمام بكل تأكيد، وتردف بقولها: القارئ يميل غالبا لاستقراء تجارب غيره والبحث عن تفاصيل أصحابها، ووقوع أحداث النص الحقيقي له من الإثارة ما هو كفيل بجذب القارئ دون النظر لجمالية عرض الموضوع الأدبية أو الفنية.

وتوضح أنه على الكاتب التحرر من كل قيد عند تطرقه للنص الإبداعي. أما التوثيق فهو أمر مختلف يلزم ناقل الحدث بألف قيد إنساني لنقل الوقائع كما حدثت. لذا فإنني أدعو كتّاب النصوص الإبداعية إلى رصد اللحظات الإنسانية من خلال اهتمامهم بالتفاصيل، وأن يطلقوا العنان لخيالهم عند كتابة أي نص دون قيود الحقائق التي وقعت فعلاً، ففي النهاية هناك وقائع حقيقية حدثت فعلا وهي - من ناحية منطقية - تُعَدّ أغرب مما يمكن تخيله. ومن ناحية، كل نصوص الكاتب (خاصة تلك المقدمة بصياغة الأنا الراوي) معرَّضة لهذه التساؤلات، والمصيبة الأكبر عندما تجيء التساؤلات من كتّاب آخرين، وليس من القارئ العادي الذي يُغفر له هكذا تساؤل. أرى أنه من الواجب على المتعاطي للنص الأدبي البحث عن جمالياته الأدبية والفنية، والتعايش مع أحداثه بتجرد من أي أحكام مسبقة. الأهم أن تصل الفكرة وهزة المشاعر المتعايشة مع النص بشكل حقيقي.

وحول تجربتها كقارئة مع نوعية هذه النصوص تقول: عندما أقرأ فإن حقيقة واحدة أضعها أمامي أيًا كان النص الأدبي وتفاصيله، وأيًا كان كاتبه، وهي أن كل حدث مهما جاء ببساطته أو تعقيده، جماله أو قبحه، طيبته أو شره.. فهو بحقيقته يمكن أن يحدث لأيٍ منّا في أي زمان ومكان، بغض النظر عن حقيقته الفعلية، إلا إن جاء التصريح بحقيقته فإن اهتمامي يعتمد على نوعية الحدث والشخصية، فقد يمر عابراً كأي حدث اعتيادي، أو ربما يدفعني الاهتمام للاستزادة بالمعلومات عنه من مصادر أخرى.

_ خالد ربيع _



القاصّ خالد ربيع يجد في مستهل رؤيته أن هذا الجدل - الذي هو محل تساؤلنا- ربما يحدث عند القارئ العادي، وليس القارئ الذي تُشكّل عنده الرؤية الفنية أساساً جذرياً. ويضيف: تذكرين في بداية هذه السنة، ما حدث من جدل عند صدور رواية «بنات الرياض»، لقد كان جدلاً اجتماعياً بامتياز، وجدلاً ثقافياً أيضاً، لكنه كان واضحاً أن الجدل الاجتماعي يختلف في مناقشته اختلافا كلياً عن الجدل الثقافي، وبالفعل تساءل العامة من الناس عن حقيقة الشخصيات والأحداث، وألحّوا في السؤال على كاتبة الرواية، في حين تداخل الجدل الثقافي كراصد لما يحدث، وأقرَّ بأن المستوى الفني غير مؤسس في تلك الرواية، وحسم الأمر. بينما ظل الجدل الاجتماعي دائراً حتى اللحظة.
ولكن دعينا - كما يضيف أيضاً- نتأمل في نص (آيات شيطانية)، أو (وليمة لأعشاب البحر)، أو (الغواية الأخيرة للمسيح)، أو حتى (أولاد حارتنا) برمزيتها، و(شيفرة دافنشي) ببوليسيتها.. سنجد أن الجدل كان متأرجحاً من حيث المنطلقات بين العامة والنخبة، لاسيما أنها نصوص مبنية على تاريخ وواقع معروف، أو تاريخ ديني، لذلك رفضتها العامة بينما تذوقتها النخبة..

بشكل عام أجدني مقتنعاً بمقولة: أنه لا يوجد نص برأيي، فكل نص يحمل غوايته في رحمه، وهذه الغواية إما أن تولد للقارئ كابن شرعيّ ومقدس، أو كابن غير شرعي ومنبوذ.. ويجب أن لا ننسى أن التابوهات المعروفة الدينية، أو الجنسية، أو السياسية، هي ما تحرك العامة، وتجعله يتساءل عن صدقية النص من عدمه، بينما ينشغل الإنسان المثقف الشمولي والمتوازن في رؤيته بعناصر مغايرة تماماً.

وحول دور الكاتب في توضيح الشك لدى القارئ يردف: للفن الحقيقي مصداقيته الخاصة، وهي بالضرورة تكشف عن نفسها في سياقها الداخلي.. ولهذا فالنص الذي يحتكم لرؤية فنية متماسكة يلغي عملية توثيقه على أساس أنه مستند إلى واقع من عدمه. من هنا أعتقد بأن الكاتب المبدع دائماً ما يركن إلى تجويد نصه تحت أشراط الفن وحده - الأمر المتحقق نتيجة للملكة الإبداعية لديه - وعليه فهو لا ينشغل بتساؤلات القارئ في كون النص مبنيا على ما هو حقيقي، أو ما هو متخيل.
على سبيل المثال: كشف الروائي إبراهيم أصلان قبل عدة أشهر عن الشخصيات والأحداث الحقيقية في روايته «مالك الحزين»، كان مجرد حديث عابر لم يأبه له القارئ بسبب - كما أعتقد - أن الرواية كانت فنياً جيدة، لذلك لم يهتم القارئ سواء العادي، أو المثقف، وعبرت إليه المعلومة كعنصر ثانوي في رواية جميلة.
هكذا ببساطة ينتصر الفن على الواقع، ويشكل واقعاً، ووجوداً خاصاً به. إلا أن الإعلان عن حقيقة النص يتوقف على وعي القارئ وذائقته وتركيبته السيكولوجية، لكني على افتراض دائم بأن القارئ إنما يقرأ لتحقيق المتعة الذاتية، وهذه المتعة لا تتأتى إلا من خلال الفن الحقيقي المدهش والممتع..
وسواء أعلن الكاتب عن واقعية، أو عدم واقعية أحداث نصه، فإن القارئ له ميزانه الخاص، أفترض برأيي أن يكون ميزان الفن. وأعود فأقول إن الكاتب المبدع لن تعنيه الأحداث أو الأشخاص لنص سيكتبه، في جزئية معينة على الأقل، ولكن هذه الواقعية ستمهّد لديه أرضاً خصبة، ومضماراً فسيحاً للانطلاق.. واقعية الأحداث والشخصيات تستنفر بداخله الخيال، وأعتقد أن هذا كان مربط الفرس في الكتابة بطريقة الواقعية السحرية عند «خورخي بورخيس»، و»غابرييل ماركيز» ، و»إيزابيل»، وغيرهم. وحتى إن كانت تاريخية، فإنها تفجر مثلاً واقعية رمزية كحالة «أولاد حارتنا» مع الفقيد «نجيب محفوظ». إذاً، أجزم بأن واقعية الأحداث ستكون بمثابة عامل مساعد عند الكاتب المبدع، أما الكاتب المتقلص فستكون عليه بمثابة قيود، وعوائق ليس أولها تحري الحقيقة، ولكن التأزم النفسي الذي سيعيشه جراء هذه الكتابة.

وحول ما عاناه من التحقق حول صدقية نص قرأه يجيب: لا.. أبداً لم يحدث، ولا أعتقد أنه سيحدث. أما نصوصه الخاصة فيردف: مع أنني لم أنشر ما كتبت على الملأ، ونشرته فقط في محيط الأصدقاء، ومحيط المكان الذي أكتب عنه، وهو الحارة التي نشأت فيها في مدينة الطائف، فإنه يجب أن أوضح أنني لا أعتد بما كتبت طالما أنه لم ينشر، وبالتالي هو خارج نطاق الحكم، ولكن لأسردها وكأنها تجربة ذاتية.. كانت النتيجة صاعقة، رفضوا تماماً التلاعب في رواية حياتهم - ستة أشخاص ناقشوني - وأصرّوا على أن ألتزم بقول الحقيقة، ورواية ما حدث بصدق ونزاهة، وحاولت إفهامهم أني لا أكتب تاريخاً، ولكنه خيال مبني على تلك الأحداث..


ولك أن تتخيلي؛ أرسلوا لي رسالة على هاتفي الجوال بطريقة المزاح طبعاً: قررنا سفك دمك، وأن لا تدخل الحارة مدى الحياة وأن.. وأن.. نعم كانت دعابة، لكنها نابعة من شعور حقيقي بأني أزوّر الحقائق. بينما كان رد فعل الأصدقاء المنطلقين من رؤى الفن أن العمل جيد ويمكن نشره.. ما أريد قوله: إن الناس يا سيدتي لا يفضلون افتضاح أمورهم، والحقيقة يجب أن تُجمَّل، والصورة يجب أن تخضع لرتوش حاذقة؛ لتبدو باهية.



_ محمود تراوري _


القاصّ والروائي محمود تراوري يجد أنه من غير الضروري أن يمر النص الناجح الذي يتناول مضامين اجتماعية مثيرة للجدل خاصة، بدوامة التساؤل حول حقيقية ما ورد فيه في عالم الواقع أم لا، ويقول: بالنسبة لي شخصيا ليس لابد أن يحدث هذا.

كما أن تصريح الكاتب بحقيقية النص رداً على التساؤلات التي قد تُطرح، أو ترك الباب موارباً أمام القارئ بين التصديق أو عدمه يتوقف على موقف الكاتب نفسه، وطبيعة الموقف الذي تصب فيه/ عليه هذه التساؤلات. تأتي خيارات الصياغة مفتوحة على احتمالات كثيرة عند الكاتب بمعزل عن واقعية الأحداث أو الأشخاص لنص دون أن يكون ذلك عاملاً مساعداً، أو معيقاً لخيارات الكاتب عند الصياغة.

الاثنين، شوال ٠١، ١٤٢٧

خبر// وديع سعادة في نسخة إلكترونية حتى إشعار قادم

اليوم الثقافي


مجموعة شعرية جديدة

وديع سعادة في نسخة إلكترونية حتى إشعار قادم




منال العويبيل - الرياض

فيما افترسه العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان من الأخضر الشاسع، والكثير من اليباس الاسمنتي المتمثل بالعديد من المرفقات، والبنى التحتية، يحاول مبدعو لبنان تجاوز هذه الأزمة كلّ بما يلأم به جرحا. ومن هذا المنطلق أصدر الشاعر الكبير وديع سعادة مجموعته الشعرية الجديدة (تركيبٌ آخر لحياة وديع سعادة) بنسخةٍ الكترونية أودعها حالياً موقعه الشخصي، موضحاً أنَّ السبب وراء ذلك يأتَّى من الدمار الاسرائيلي الذي طال فيما عصف به دُور النشر في لبنان، حيث باتت هذه الدُور ـ كما يُضيف ـ تجد صعوبةً في طباعة الكتب خصوصاً الشعرية منها، أو أنَّها تضطر إلى تأخير طباعتها، إلى حدٍّ وصل بها للإحجام عن الطبع .

ومِن هذا المنطلق ارتأى الشاعر وديع سعادة نَشْرَ هذه المجموعة الجديدة عبر الشبكة العنكبوتية في موقعه الشخصي، متمنياً على قرّائه عدَّها ككتابٍ مطبوع.

والمجموعة التي يمكن للقارئ الاطلاع عليها عبر رابط الموقع :
www.geocities.com/wadih2، تمنّى الكاتب من المطلّعين عليها عدم هضم حقوقها كونها الكترونية في الوقت الحالي ، طالباً منهم التنويه بوجودها عبر الموقع في حال الكتابة عما تضمَّن فيها.


* * *


« مرَّ ظلُّه على كائناتٍ جديدة
لا أسماء لها ولا أشكال
لكنَّها وُلدتْ
هكذا سهواً
في نقطةٍ غريبة
بين الحقيقة والوهم ».


بهذا المدخل استهل « وديع سعادة « مجموعته التي تنوَّع طرحها، وطول مقاطعها بين القصير جداً، كمثل مقطوعة « لغته» التي يقول فيها :

«لغتُه ذكرى لهاث
محميٌّ
في صمته».

بينما يجيء أطولها، والذي يحمل نفس عنوان المجموعة ( تركيب آخر لوديع سعادة )، يقول في مقطع منه :

،، أرضٌ بلا مسافات، وليس عليَّ أن تكون لي قَدَمٌ لأمشيها
عينٌ تجلب لي الأرضَ بالنظرة
وليس واجباً أن تكون لي يدٌ لأقطف زهراً.. لا شيء واجبٌ عليَّ كي يكون لي كلُّ شيء.
ها إنَّ يدي تفكّك أصابعها، وقلبي يفكّك شرايينه، وعيني تفكّك حَدَقتها
أضعُ في يدي أصابعِ بال، وفي قلبي شرايينَ بال، وفي عيني حَدَقةَ بال
وفي نهاري زمنَ بالٍ وعلى الأرض كائنات بالٍ جديدة
وإذا الرغبات عصتْ على البال، ألتقطُ كلَّ الرغبات بعدم الرغبة.


وبعيداً عن معادلات الطول والقصر، تأتي تركيبة «وديع سعادة» الجديدة محمّلة بجماليات ما اعتاده القارئ من بوح الشاعر القدير من أول الشهقة، للطرف الأخير من الزفير.

الثلاثاء، رمضان ١٧، ١٤٢٧

حوار// مع طارق العتيبي مؤلِّف رواية «شباب الرياض»0


اليوم الثقافي


طارق العتيبي مؤلِّف رواية «شباب الرياض»0:


أعترف باستفادتي من عنوان الصانع ، وأستغرب الحملة عليه !


حاورته: منال العويبيل


يرفض عديدٌ من شرائح المجتمع مدّ الروائيين الجدد حالياً، والقائم على تعرية ما يرونه من عيوب، أو إشكاليات تتعلّق بتزمّت التقاليد الموروثة.. بانين بعضاً من أسبابهم على أنّه تشهيرٌ بخصوصيات المجتمع، وخروجٌ عن رَدَّةِ الفعل المعتادة التي غالباً ما تنتهج الصمت، أو التجاهل، بل حتى الإنكار أحياناً!، وكأنَّ هناك نوعا من الخشية التي ذكرها (نيتشه) حين يقول: إنّ المرء ينسى غلطته عندما يعترف بها لآخر، ولكنْ عادةً لا ينساها الآخر، وبالتالي يتهيّب أولئك من انتقاص الآخرين لنا.. في وقتٍ مازال يؤمن فيه الكثيرون بأنّا مجتمع مثالي!
طارق العتيبي اسمٌ انضمّ إلى رَكْبِ الروائيين المحليين مؤخراً بروايته الأولى (شباب الرياض)، التي مازال الجدل حولها متمركزاً حول المسمّى الموازي لأكثر الروايات المحقِقة للجدل في الفترة الماضية (بنات الرياض) لرجاء الصانع، خاصةً في ظلِّ عدم فَسْحِها محليّاً حتى الآن. فمع هذه التجربة البِكْر، وجدليّة الغلبة بين العنوان والمضمون، إلى جانب عدد آخر من التساؤلات كان هذا الحوار:


اليوم الثقافي: يرى البعض أن تكثيف الروائيين الجدد، الذي يهاجم المواريث الاجتماعية المتزمِّتة مؤخراً يُعدُّ هروباً من المواجهة المباشِرة لعيوب المجتمع إلى نوع من التنظير العابر.. فما رأيك؟

- على العكس تماما.. فالعمل الروائي الذي من شأنه نقد السلبيات الاجتماعية نقداً مباشراً إنما هو تلك المواجهة المباشِرة بأمِّ عينها، وقد تُصنّف في مجتمع آخر كالمجتمع الأوروبي، أو الأمريكي على أنّها تنظير عابر، فالمتعارف عليه هناك أنّ حديث الابن مع والديه مثلاً مواجهة مباشرة، ونقاش التلميذ مع معلِّمه أيضا مواجهة مباشرة... وهكذا، أمَّا هنا فيجب أن نتحدث بشفافية وبعيداً عن خُرافة المجتمع المثالي التي لم ننل منها غير التخلّف، والتقوقع حول أنفسنا، فنحن مجتمع مازال يَعتبر جدال الولد مع أبيه عقوقا، وتحاور التلميذ مع معلِّمه قلّة أدب!، إذا كانت تلك هي سياسة السواد الأعظم فإنّه مما لاشك فيه أن ميلاد عمل روائي ينتقد تلك السلبيات الاجتماعية إنما هو مواجهة مباشرة.


اليوم الثقافي: استهجن العديد من المتلقين تسمية الرواية.. أليس التوقف الجدلي عند العنوان يشي بقصور النص إزاء ضجّة العنوان نفسه؟

- إنه لمن قِصَر النظر، وسوء التقدير، وحرمان المرء من نعمة التفكّر، والتأمل، والتدبّر أن يحكم على الأمور بظواهرها مهملاً اللب والمضمون، لا أخفيك سراً أنني كنت أتوقع وقوع هذا من غير المثقفين أهل الدراية والعلم، ووقع، أمّا أنْ يصلني مِنْ أحدهم أنّ روائيّاً ينتهج هذا النهج السطحي، فتلك مصيبة، أقول مصيبة؛ لأنّه عضو في نادٍ أدبي بمدينة تُعتبر واجهة للمملكة، وذلك سلوك أحمق أتمنى أن لا يكون نهجاً وديدناً لجميع أعضاء ذلك النادي؛ لأنّه إن كان كذلك فمُصابنا في ثقافتنا جلل.


اليوم الثقافي: برأيك ما سرّ الرياض كـاسم يجلب معه كل هذا الجدل، والدعاية الشعبيّة الآن؟

- أنا لا أرى ذلك السر، فإن كان كذلك لكنت من المتحمسين لاقتناء صحيفة الرياض يومياً.


اليوم الثقافي: حين تخرج فتاة لتكتب (بنات الرياض)، ويتصدّر شاب للكتابة عن (شباب الرياض).. هل يعزز فكرة أن لــمكّة - من الجنسين - أهلاٌ هم أدرى بشعابها؟ بمعنى هل المجتمع بهذا الاستعصاء المنقسم؛ ليكتب كل شقٍّ عن بني جنسه بما يشبه التخصص؟

- هذا صحيح.. ودعيني أعطيك مثالاً على ذلك : في المنزل نجد أن هنالك فجوة عميقة بين الأخ وأخته، فكلاهما بعيد عن قضايا الآخر بُعد أبي الهول عن سور الصين العظيم، ولاشك في أنّ ذلك من نتاج تربية الوالدين التي تنم عن ثقافتهما أولاً، وأخيرا.. في مجتمعنا تلك هي القاعدة، ولكلِّ قاعدة شواذ، ناهيك عن حساسية العلاقة بين الشاب والفتاة في مجتمعنا المحافظ، تلك الحساسية التي جعلت من إلمام كل جنس بقضايا الآخر، وهمومه ضرباً من الخيال، وخارقة من خوارق الطبيعة، ونواميس الكون، وما تلك المحاولات منّا ككتّاب شباب، ومن زميلاتنا الفتيات إلا لبنة أولى نضعها لجسر التواصل فيما بيننا؛ كي يتعرّف كلٌّ منّا على الآخر، أنا مؤمن بمبدأ الخصوصية، ولكن أن نخفي مصائبنا بحجة الخصوصية فهنا نقيم الحجّة على أنفسنا بما يُسمى الانغلاق.. ذلك الانغلاق الذي يُخفي عن المجتمع عيوبه التي لابد أن تتم تعريتها لعلاجها للوصول في النهاية إلى مجتمع متقدم قادر على مواكبة العصر.


اليوم الثقافي: بصراحة.. هل السبب الحقيقي لتغيير روايتك من (شباب شقّة 6) إلى (شباب الرياض) هو الجذب الدعائي؟

- الجذب الدعائي، لا.. ولو كنت ممن يبحثون عنه لوجدته في أحد الأسماء المعروفة لتقديم روايتي كما هو دارج ومعتاد، ولكن - وبكلِّ صراحة - عندما قدمت رجاء الصانع (بنات الرياض) كانت كمن بعثته لي السماء ليقول لي : خذ.. هذا عنوانك، فلماذا يضعني البعض بصورة المتهرب، والمراوغ من هذا القول ؟! هأنا أقول للجميع : نعم، استفدت من عنوان رجاء الصانع، والفطن هو من يطلع على تجارب الخَلْق؛ ليأخذ منها ما يستفيد منه ويُفيد به، واستغرب صراحةً هذه الحملة على العنوان، فأنا أقسم بالله أنّي لم أتحدّث عن (شباب مراكش)؛ لأضع عنوان (شباب الرياض) للترويج الدعائي.


اليوم الثقافي: رأى العديد أن اختيارك للتسمية يُعدّ تسلّقاً من قِبَلِك كـاسم روائي جديد للنجاح المهول لـ (بنات الرياض)، فكيف تثبت نقيض ذلك؟

- أقول لهم ما قاله أبو الطيب المتنبي:
وإذا خفيت على الغبي فعاذر * أن لا تراني مقلة عمياء

ُوأذكر هنا بالمناسبة مقولة لنزار قباني التي يقول فيها: نحن أمة لا تقرأ القصيدة، بل تقرأ الأخطاء في القصيدة.إنهم يبحثون عن أخطاء الكاتب، والشاعر، ولا يهتمون بالنص جملة، تلك آراء طفيلية لا يؤخذ بها، ولا رجاحة لها لدى أهل الذمم بكل تأكيد.


اليوم الثقافي: هل أثّر انتماؤك القَبَلِي على كمِّ، أو كيفية الهجوم على ما طرحته من تعرية في نصك للإشكالات القَبَلِيّة في المجتمع؟ برأيك هل سيختلف الأمر لو كان الكاتب خضيرياً؟

- نعم.. وتلك هي الضريبة، ولكن لا بأس، فواجبي ككاتب أن أتحدّث عن الحقيقة، وهنا أؤكد وأقول: أنَّ ما لا يتم الواجب إلا به.. فهو واجب.


اليوم الثقافي: هل فعلاً أصبح أسهل طريق للنجاح الإعلامي لرواية منعها محلياً؟

- هذا هو المعتاد بكل أسف.. أقول للأسف لأنني شخصيا كنت أتمنى أن تحتضن مكتبات وطني بِكْرَ أعمالي وأوّلها، لكنها أتتني الرياح بما لم تشتهِ سفني، هم منعوها فكانت تلك الصبغة التي ذكرتها بسؤالك نجاح إعلامي. لا أعلم، قد تكون كذلك على غرار: مصائب قوم عند قوم فوائد ُ.


اليوم الثقافي: لمَ لم تختر ناشراً محلياً تمهيداً لفسح وزارة الإعلام ؟

- صراحة، لا يوجد سبب معين، ولكنها مشورة الزملاء من أهل التجربة في هذا المجال.


اليوم الثقافي: هل تعوّض جرأة الأفكار المطروحة في نص ما عن سطوة اللغة، أو الحذق السردي الكاسر لما اعتيد من أساليب؟

- الجرأة، وسطوة اللغة.. أمران غير حتميين في الرواية، هكذا تعلّمتُ من قراءاتي للرواية الغربيّة، ولكي أكون أكثر تحديداً قراءاتي لـ (تشارلز ديكينز)، أستغرب حاليا حينما أسمع أن الرواية السعودية ليست إلا تنافساً لغوياً بين كاتب وآخر، وهنا يأخذنا الحديث عن (علماء نَحْوٍ لا روائيون). هذا ما أراه، وأؤمن به، فالروائي لابد أن ينتبه في عمله إلى الحكاية ببساطتها الممتعة، فأنا أخجل والله من أن أجبر القارئ الذي يقرأ لطارق العتيبي أن يُحضر معه القاموس المحيط وهو يقرأ (شباب الرياض) مثلاً، فالإبداع ليس أن تُعجز الخلق عن فهم مبتغاك.. بالعكس، الإبداع هو أن تصل إلى كلِّ الناس على اختلاف فئاتهم العمرية، والثقافية هذا بالنسبة لسطوة اللغة، أمّا الجرأة، فلا بأس أن يأتي العمل جريئاً، ولكنه ليس بالضرورة أن يكون العمل جريئاً ليصبح عملا، وبالنسبة للثلاثي (دين - جنس - سياسة) فلا أراه مقياساً صحيحاً لنجاح الرواية من فشلها.


اليوم الثقافي: كيف تُقنع المتلقي الذي حكم على الرواية من العنوان دون قراءتها بالاطلاع الموضوعي عليها لإنصاف قدرتك السردية فيها؟

- لا يمكن لطارق العتيبي أن يُقنع أحدا ً بات مقتنعاً برأيه ومتمسكاً به، فأنا أولاً وأخيراً أحترم رأيه أيّاً كان ذلك الرأي، ولكني أقول لمن لا رأي له : اقرأ.. فأنت لك كيانك المستقل ووجهة نظرك، فلا تكن كمن وُصِف بالإمّعة.


اليوم الثقافي: لك اتجاهك الشعري، ومع ذلك جاء بِكْر ما نشرته رواية؟ أسيكون للشعر نصيب مع النشر أيضاً؟

- للشعر مبتدأ الأمر ومنتهاه في نفسي وعليها، وبخصوص النشر في الصحف فالكل يعلم مدى المعاناة التي يمر بها الشِعر حاليا سواء في تكوين النص، أو استقباله من أولئك المدّعين للشِعر وما هم منه بشيء، أما النشر كديوان، فأنتظر الوقت المناسب لحين الوصول بالنصوص المناسبة لمستوى ديوان كماً وكيفا.