وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الخميس، جمادى الأولى ١٤، ١٤٢٨

خبر// سناء ناصر .. «وحيدةٌ حيثُ كانتْ» في مجموعتها الأولى

الخميس 1428-05-14هـ
2007-05-31م

سناء ناصر .. «وحيدةٌ حيثُ كانتْ» في مجموعتها الأولى


منال العويبيل - الرياض
بمجموعةٍ أُهديت لمن تفرَّقت أفلاكهم، واستدارت بهم الذاكرة.. أصدرتْ دار النايا السورية للنشر والتوزيع المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة السعودية سناء ناصر تحت عنوان: (وحيدةٌ حيث كنت)، متوجةً بذلك تجربتها الالكترونية عبر العديد من المواقع كمنتديات جسد الثقافة، ومنتديات مدينة على هدب طفل، وغيرهما.. إلى الإصدار المطبوع.
وفي احتفاءٍ مصغّر جمع بعض المبدعات كالشاعرة هيلدا إسماعيل، والناقدة شمس المؤيد، والتشكيلية ضياء يوسف، والمترجمة بشاير البراهيم وقّعتْ الشاعرة مجموعتها التي ضمّتْ عدداً من نصوص قصيدة النثر والتفعيلة، كما قرأتْ مقتطفات من طيِّ المؤلَّف، جاء منها نصّ (ملاذ)، تقول فيه:
«بعضُ الكلامِ ثــَقِيلٌ حدَّ البوح للغرباء..
وحدَّ مصافحة الألم
وتقبيل الوجع»
هوأين يَهربُ من نبوءةِ حظهِ،
والمستحيلْ؟.
هناكْ.. تحتَ أكوامِ ارتيابٍ،
أو بُرادَاتِ الحنينْ،
وجهٌ تـَفـَتـّقَ من صُراخ:
«كل المشاعر في النهايةِ دندنة ْ؛
من ذا تـُباركهُ السماء بغوثِها
أو تلعنهْ،
......
لا لن يعود»
وحول الإصدار الذي تعذَّر توفّره في المكتبات السعودية وضّحت الشاعرة أنها ستسعى لاستصدار فَسْح وزارة الثقافة والإعلام خلال الأيام القادمة.
أمَّا سبب انتقائها لدار نشرٍ عربية عوضاً عن جهة محليّة تتولى ذلك، فقد أكدت أنَّ رغبتها في توزيعٍ عربي يخوّل لمؤلَّفها التواجد خلال معارض الكتاب العربية هو الهدف الرئيس لخيارها.
في مقطعٍ حمل عنوان (حاجة) تقول سناء:
وَحِيدَةٌ حَيْثُ كُنْت أَتَّقِي بِفَيء حُلْمِ وَهْجِ الحَقِيْقَة ...
وَمَازِلْتُ وَحْدِي
* * *
سئمتُ البلاغة تلوي الحَقيقةَ كيفَ تشاءْ
وجوهٌ مبعْثـَرةٌ بانتقاءْ ..
ومَازِلْتُ وَحْدِي
أُشيّـعُ باسم الحياة ذرى المنصفين وما زلتُ _ في الهَـمِّ _ وحدي!
أُوَلـِيَّ وجهـِيَ شَطـْرَ المَلا
مْلأني كفـَرْتُ بِعـُرْفِ المـَكيْدَةْ /خـِـيـَانَـةْ
وفي معجم الأدعياء قَصِيِدَةْ
يأتي هذا الإصدار من ضمن عددٍ من المؤلَّفات التي تتوّج حضور الشعر مؤخراً بعد تردد مصطلح غيابه أو تغييبه محلياً لصالح المدّ الروائي.

الاثنين، جمادى الأولى ٠٤، ١٤٢٨

تحقيق// هل يقبل نقادنا أن يكونوا منقودين؟

الأثنين 1428-05-04هـ
2007-05-21م

هل يقبل نقادنا أن يكونوا منقودين؟
- عيد الناصر -
- عبدالواحد اليحيائي -

استطلاع - منال العويبيل
بعد موجة انشغال الاتجاهات النقدية بمرجعيات الإبداع، وأبعاده التاريخية، أو الاجتماعية، أو النفسية، وغيرها.. بعيداً عن كُنه الإبداع نفسه، تتحول صورة هذا المأزق لمنحى يؤكد هذا الانشغال تتبدى أزمته مؤخراً بتضخّم الذات لدى النقّاد، وتكريس نمط من النخبوية في التحليل، أو التنقّل بين محطتَيِّ الإشادة المبالغ فيها، أو الهجوم العشوائي.
يرى الناقد «د. أيمن بكر» أنّ من الأنماط الشائعة للنخبة العربية المبدعة، نمط يوحّد بين إنتاجه الإبداعي وذاته، وبين نصه وشخصه، كنمط يقول لك في كل سلوكياته: «أنا نصيّ»، متماهياً مع النص، ويكتسب توازناته الأساسية عبر هذا التماهي، بحالٍ تنطبق على مختلف أنواع المبدعين بمن فيهم نقاد الأدب؛ فكثيراً ما يتماهى الناقد مع مقولات تنتمي لاتجاه نقدي معين، ويصبح دفاعه عن ذاته/ مقولاته النقدية هو شاغله الأكبر، وبالتالي تتضاءل القدرة على مراجعة الذات وتفحّص محتويات الوعي، خاصةً عندما يكتسب لقب «الناقد الكبير».
نتساءل في هذا المقام عن إمكانية تحييد هذه الحالة لدى النقاد، لنصل إلى حضور الشخصية الناقدة منقودة أيضاً في سبيل تحرير الخطاب من أي انحيازات. ويؤكد الناقد «عيد الناصر» أنّ كلّ من يكتب نصاً يكتب جزءاً من ذاته بمستوى أو بآخر. والناقد هو متلقي وقارئ مثله مثل غيره من القرّاء ما عدا كونه من الناحية المعرفية في حالة أفضل، وما عدا ذلك فهو مثله مثل القراء الآخرين، بل إنَّ هناك من القرّاء النوعيين من لا يمارسون الكتابة، ولكنهم يمتلكون حساً نقدياً جميلاً جدا. وحول إذا ما كان الناقد يتماهى مع ما يكتب إلى درجة الدفاع عن مقولاته حدّ اعتبار الأمر دفاعا عن ذاته، يقول: نعم، هذه حالة موجودة، وهي جزء من التركيبة النفسية والاجتماعية للإنسان، وهي مرتبطة إلى حدٍّ كبير بوعي هذا الكاتب وسجاياه الإنسانية والأخلاقية، فالكاتب المتواضع الواثق من نفسه لن يكون بحاجة إلى أن يعتبر كل آرائه في الفن والحياة كاملة لا يأتيها الضعف والنقصان من أية جهة، وهذا كذلك ينطبق على كل مبدع سواءً كان شاعراً أو قاصاً ..الخ، ففي اللحظة الذي يتصوّر هذا الإنسان نفسه بأنه وصل إلى تلك اللحظة فهو في الحقيقة بدأ في السقوط السريع من مكانته التي وصل إليها. نُضْج الإنسان وتجربته تكشف أمامه الكثير من الأشياء التي تحوّله ناقداً لعمله حال نشر هذا العمل، بمعنى أنه يتحول إلى قارئ آخر لنصه هو نفسه.
وحول إمكانية تحييد هذه الحالة لدى النقاد، لنصل إلى حضور الشخصية الناقدة منقودة أيضاً، يتساءل «الناصر» عن جدوى ذلك، فيقول: سؤالي هو هل نريد هذا التحييد؟ ولماذا؟ ولماذا نشغل بالنا بأن نحيّد هذا الناقد أو ذاك؟ .. إنّ كل مبدع عليه أن يمارس دوره في العملية الإبداعية ليكتسب خبرة وتجربة ومعرفه تساعده على النضج، ومن يدري فربما تكون الساحة بحاجة إلى هذه العيّنة من المبدعين لإعطائها بعض الإثارة والحيوية بين حين وآخر. لا أعتقد بأن الانشغال بهذه النقطة مهم إلى تلك الدرجة التي تستدعي أن تشغل الساحة نفسها به، على الساحة الثقافية أن تفتح المجال لأصحاب المواهب الجديدة من الشباب والفتيات، وضخّ دماء جديدة فيها، فهذا أنفع وأصلح لنا بدلاً من الركض خلف سراب موهوم يحاول تغيير موقف هذا أو ذاك من الكتّاب والنقاد والمثقفين.. القارئ إنسان ذكي وهو قادر على الفرز بين الجيد والخبيث، وعلينا أن نثق بأنّ التجربة بحاجة إلى كل ضروب الحياة من الكتّاب والمبدعين.ورداً على طلب اقتراح بعض الأسماء التي قد تتبنى تصحيح الوضع النقدي يجيب الناصر: أتحفظ بشكل كبير على زج الأسماء، فكل متابع للساحة يستطيع أن يرصد الأسماء بلا عناء يذكر.
وإذا كان ولابد من ذكر أية تجربه نقدية، فسيكون ضمن دراسة لتجربة هذه الشخصية، وليس عبر تصنيف سريع لهذا الاسم أو ذاك.ويشير الكاتب «عبدالواحد اليحيائي» إلى أن ذلك إشكالية يُردُّ عليها بأنّ النقد إبداع آخر مواز في بعض الأحيان للإبداع الأصلي إن لم يتفوق عليه. إلا أنه ما يلبث أن يتساءل: هل كل نقّادنا يقدّمون هذه النوعية من النقد؟ الغالب على نقادنا أنهم لا يكتبون إبداعًا ليتماهوا معه إيجابًا أو سلبًا. إذن، لنعد للمبدعين الذين يمارسون الإبداع عبر كتابة الشعر، أو القصة، أو الراوية، أو لنقل المبدع حين ينتقد عمل زميله المبدع، وحين يعتقد أو يتوهم أن عمله هو ( قصيدته، روايته، ...الخ ) مكتملاً نقديًا، وبالتالي يقوم بالدفاع عن ذاته/ مقولاته النقدية التي مثّلها بكتابته، وهذا النقد في غالبه انطباعي، وهو في كثير من الأحيان متعجّل. وهنا تطل إشكالية أخرى: لو لم يدافع عن كتابته حسب قوانينه النقدية هل يكون مخلصًا مع ذاته حين قدم عملاً لا يعتقد هو أنه استوفى مقاييس الكتابة كما يراها ناقدًا؟ بالتأكيد لن يكون مخلصًا لعمله الإبداعي، أو نقده الذي يوجّهه لذاته. في هذه الحالة أرى أنّ تحرير الخطاب من الانحياز صعب، وغير واقعي، ومخالف للطبيعة الإنسانية التي تحاول أن تتبنى الكمال فيما تبدعه، لكنَّ المطلوب هو محاولة تفهّم الناقد الآخر، والتجاوب الإيجابي مع ملاحظاته إن كانت صائبة ومن شأنها أن ترتقي بالإبداع المقدم أو بمحاولة الوصول إلى حقيقة أو قاعدة نقدية تؤصل لفكر جديد قادم بين المبدع والناقد، سواء أكان النقد لإبداع الناقد ذاته أو لإبداع يقدمه مبدع آخر.
وعلى مستوى ممارسي النصّ تتفق القاصّة «مليحة الشهاب» مع «اليحيائي» في أنّ العملية النقدية في بُعدها الثقافي هي فعل موازي للحظة الإبداعية للنصّ، والحاضن له، حيث يتجاوز إلى إعادة التخليق، وبث الروح.بينما تستطرد من ذلك إلى أنه في اللحظة التي نبحث فيها عن كاتب مبدع ومتجاوز نتطلع إلى ظهور الناقد الموضوعي، وهو ذاك يمارس النقد الذاتي قبل أن يجترحه على النص الإبداعي، ونستدل عليه من خلال النبرة المتجددة في كتاباته، فهو لا يكرر كلماته، ولا ينام مطمئنًا على ما يقدمه من آراء، فهو أشبه بالأرض المفتوحة والخصبة؛ تستقبل كل أنواع الشتلات، ولكن لا تنمو فيها، ولا تترعرع إلا الشتلة التي تحمل كينونة العطاء والنمو.وبذلك فالعملية النقدية في المقام الأول اجتراح إبداعي، وكأي حالة إبداعية لتستمر ولا يخبو بريقها تتطلب الانفتاح، وعدم الركون على المكتسَب من المعرفة أو المسلَّمات، الذي يوصل الناقد إلى حالة يمكن تسميتها بالركود الذهني، والإقامة الدائمة على حدود مكتسباته المعرفية حتى يغدو حارسًا لها، ومطبّقًا مقاساتها على كل نص، فيظهر متكررًا في تقييماته وأحكامه، مستمرئًا الاجترار الذي ينتهي به إلى التكلس.
وتشدد الشهاب في رؤيتها على ضرورات الخطاب النقدي، فتقول: عليه أن يكون حداثيًا بالمفهوم أو البعد العميق لكلمة حداثة بما هي روح الحياة في استمراريتها.. وما حالة الانغلاق التي يعيشها العديد من النقاد، حيث يظهر كالبركة الراكدة على مياهها، مستكين على ما لديه من أدوات دون أن يمنح نفسه فرصة للتوقف والعمل على شحذ ما يملكه من أدوات نقدية.. فالناقد المتجدد يحتاج إلى ما يحتاجه المبدع بممارسة لعبة الظهور والاختفاء، الاشتعال ثم الانعزال. وبما أنه لكل نص فرادته وروحه الخاصة التي تمنحه خصوصيته وتشكله، فعلى كل مقاربة نقديّة أن تختلف باختلاف النص، بما هي نتاج التفاعل بين النص والناقد، بمعنى أن يأتي الناقد متحررًا من كل ما يملكه من نظريات، أو العمل على تحييدها، فلا يقيس النص على ما توصل إليه من نظريات نقدية، حيث النص الإبداعي يفترض منه الحالة التجاوزية.. بل عليه أن يفتح أبوابه للنص، ويمنحه المساحات لينطلق إلى حد العبث بداخله، وترك بصماته وآثاره على جدران الذات المتلقية، بعدها يأتي الناقد ليقرأ تلك الآثار، ويعمل على فك شفرتها، ويعمل على خلق حالة سجالية بين رؤاه النظرية وما أحدثه النص.. فكما نطلب من النص الإبداعي أن يكون ذات كينونة متجددة، فالتفاعل النقدي عليه أن لا يكون أقل من هذا التجدد والتجاوز، بهذا المعنى تغدو كلمة حداثة شرطًا لأي مقاربة نقدية تتعالق مع التصعيد الجمالي الذي ينتجه النص، ووضعه على طاولة التشريح، واختباره ضمن صيرورة الحركة الداخلية والخارجية للنص.
القاصّة «زهراء موسى» تؤكد أن تساؤلاتنا حاصلة فعلياً في ظل وجود نقد النقد، والشواهد حاضرة لمن يتابع المشهد كما تقول. وتضيف: نحن في زمن زعزعة الثوابت، ولا أحد فوق النقد، أمّا القائمون بمراقبة الناقد ومحاسبته فهم المثقّفون مبدعون أو غيرهم، الأهمّ برأيي: هل هم مؤهَّلون لهذا الدور؟ فتجيب على تساؤلها: بعضهم مؤهّل، وليسوا قلّة، لكن كثيرين لا تعدو آراؤهم وجهات النظر الشخصية، مثل كاتب يفرد موضوعًا يشكو فيه من إطالة الناقد الفلاني، بأسلوب عدواني، ولا ينمّ عن احترام، بينما أجدني على استعداد لقراءة مطوّلاته دون ملل؛ لأني أجدها ممتعة ومفيدة.
إن من مصلحة الناقد _ كما تردف _ أن يكون في مجتمع يتلقّى أطروحاته بوعي وبصيرة ومسؤولية، هذا يزيده حرصًا، ويقيه من الشعور بالتضخّم. وأتمنّى من الناقد الحقيقيّ ألا تهزّه التحاملات من الكتّاب لأنه قال رأيه بصدق وأمانة. فالإنسان عادةً ما يقاوم المصلحون، خصوصًا المبدع؛ لأنه عنيد بطبعه.

الاثنين، ربيع الآخر ٢٧، ١٤٢٨

حوار// «أميمة الخميس» عضو نسائية أدبي الرياض

الأثنين 1428-04-27هـ
2007-05-14م

ا«أميمة الخميس» عضو نسائية أدبي الرياض:
الأنشطة الثقافية المحلية نخبوية وبعيدة عن الجماهير
حوار - منال العويبيل

للبلور أوجه عدة كلما صُقلتْ منه جهة تبدّت وكأنها أفضله .. وبين « أميمة الخميس « روائية، وقاصة، وكاتبة صحفيّة، ومديرة للإعلام التربوي، ودورَيّ الأم والزوجة، نلتقيها اليوم على خلفيّة دورها الفاعل في اللجنة النسائية لنادي الرياض الأدبي؛ لنستجلي هذا الدور بتداعيات مسئولياته، ودفعه للحراك النسائي في المشهد الأدبي المحلي بعد مراحل متذبذبة الحضور في الصفوف الخلفية.
* بعد أكثر من عام على تغييرات لجان النوادي الأدبية .. ما مدى النقلة التي طالت هذه الجهات من وجهة نظرك عدا تبدّل الأسماء؟ وما مدى رضاك عنها؟
- أعتقد أن مدة عام تعتبر مبكرة جداً في الحكم على عملية ما برحت تكابد المراحل الأولى للتأسيس, على اعتبار أنها انطلقت من شبه فراغ فيما يتعلق بالنشاط الأدبي الذي كان يعاني من الانحسار وضآلة الإنتاجية, وعدم قدرته على صناعة أساس ثقافي متين وفاعل، نظراً لعدة عوامل قد يكون منها: تقلص الثقافي مقابل هيمنة الأيدلوجي في فترة ما, هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى مابرحت الأنشطة الثقافية على المستوى المحلي تعاني من نخبويتها, ومن عدم قدرتها على المزاوجة بين الشعبي الجماهيري, وبين الطروحات الثقافية العميقة التي من الممكن أن تمثّل تيارات تصب في الأرض الثقافية الجافة وتثريها, هذا بدوره قد يحد من قدرة العمل الأدبي على استقطاب العدد الكافي من المهتمين والمتابعين, وكما قلت إنّ فترة عام واحد على الغالب يستغرقها التأسيس وتلمّس الخطط والدروب, ومابرح في الجعبة الكثير.
* «أميمة الخميس» بين الكتابة الصحفية، والكتابة الإبداعية كراوية وقاصّة، ودورك كعضو في اللجنة النسائية .. أي الأدوار يرفد الآخر كأولوية تسبق، أو تستنزف الأدوار الأخرى؟
- ليس هذا فقط، فأنا أيضاً أم وزوجة، ومناط بي عدد من الأدوار الاجتماعية التي يجب متابعتها وتلبيتها, وعملي كمديرة للإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم, ولكنها جزء من التحدي والمشروع الذي يتملك كل منا، أو كما قال الأديب كازنتزاكي: ( كن دائماً قلقا, غير مقتنع, غير متكيف, وأخرق العادة دائما! إن أعظم خطيئة هي الرضا ).
* ما طبيعة الدور المنوط بك من خلال اللجنة؟ وما نوع المهام المطلوبة منك ؟
- أتشارك مع الدكتورة أميرة الزهراني في الإشراف على ( جماعة السدرة )، وهي جماعة خاصة بالأنشطة السردية، وتفعيلها، وقد قمنا بعدد من النشاطات في هذا المجال محاولين أن نكسر نمطية الأمسيات القصصية المعتادة, فكان نشاطنا الأول تحت مسمى ( مستصغر الشرر ) تتبعنا فيه الخريطة الذهنية للمبدعات, والنشاط الثاني كان لمناقشة كتاب ( الحريم الثقافي ), وأخيرا قمنا بنشاط سردي تقني تحت عنوان ( فتيات الانترنت ) قدمت فيه الأجيال الواعدة تجربتها مع الانترنت, عبر عروض حيّة للجمهور من خلال أجهزة الكترونية.كما قلت لك، كلجنة نسائية نحن نحاول أن ننطلق من عمل مؤسساتي منظّم لا يخضع للظروف، أو الأمزجة، أو المناسباتية, فقد قسَّمنا اللجنة النسائية إلى مجموعات لكلِّ مجموعة مهمة هناك: جماعة الشعر, وجماعة السرد, وجماعة الترجمة, وجماعة للحوار والنقد, كما هناك ناد للكتاب لمناقشة كتاب مرة في الشهر. كما قمنا بتنظيم احتفال تعريفي شامل حظي بجمهور كبير, ومن هناك انطلقنا في نشاطنا كل اثنين في الأسبوع، وخميس من كل شهر, نتداول النشاط بيننا الذي نحرص فيه على الجِدَّة، والدهشة، والتعبير عن جميع ألوان الطيف, وتلبية طموحات نسوية كانت مغيبة عن المشهد والحضور الثقافي.
* ما مدى فاعلية خلفيّتك الإبداعية، ونشاطك الصحفي على فاعليّتك في اللجنة؟ ولأيّ مدى كان لهما تأثير في ضمّك لها؟
- أعتقد أنّ هناك فرقا بين التواجد الإبداعي على مستوى الكتابة, وبين التواجد على مستوى الأنشطة, فهما وإن كانا يصبّان في مصب واحد, إلا أنهما يتطلبان قدرات خاصة, والكثير من المسؤوليات, وعلى كلِّ حال أنا أحاول, فإن أجدت، وإلا فتواجدي في هذا المكان ليس مؤبدا.
* تشيع مؤخراً نظرة نمطية للمؤسسات التي ضمت ( أو تزمع ) لجاناً نسائية بأنها صور شكليّة لا تملك صلاحيات فاعلة كالجهة الرجالية .. ما تعليقك حول ذلك؟ وكيف هو الأمر من منظارك كعضو في قلب الحدث؟
- المرأة هي التي تختار، وتقرر ذلك، حتى ولو كان الأمر دون وعي منها نتيجة إرث طويل من الوصاية, فاللواتي يخترن الهامش، وأدوار السكرتاريا التنفيذية, فلهن ذلك, أمّا اللواتي يخترن الإبداع والتألق، والإنجاز بموازاة أشقائهن، وكل في محيطه, فلابد أن يكون لهن ذلك إذا أصررن عليه.
* تزمع أمانة مدينة الرياض بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي إقامة فعاليات ثقافية في الفترة القادمة .. ما دور اللجنة النسائية من حيث الاقتراحات، والتنظيم، وما الذي توصّل إليه حتى الآن؟
- لم أسمع بهذا النشاط يا منال, ولكن على كل حال من حقي أن ابتهج بأي نشاط ثقافي في مدينتي الفاتنة الباذخة الرياض, الذي يأخذها عن مصير الرخام والأسمنت, ليحوّلها مدينة معنية بالهم الإنساني، والمنجز البشري للآداب، والفنون، والثقافة.
* بعد 30 عاما من الغياب انتقلت اللجنة النسائية لمقر النادي .. ما طبيعة التعاون القائم مع اللجنة الرجالية وجماعة بيت الشعر؟ وهل ستظل الفعاليات بهذا الانقسام بين الجهتين في ظل غياب الشبكة التلفزيونية؟
- كما قلت لك مسبقاً, إننا مابرحنا في مرحلة تأسيسية, ومجرد أن ترفع المرأة علمها الأول في ميدان كان مطوقاً بذكوريته, فهذا بحد ذاته إنجاز. والنادي الآن يعمل على إعداد شبكة تلفازية داخلية، بحيث تكون الأنشطة بالتنسيق بين القسم النسائي والرجالي.
* هل ثمة أي تعاون مع لجان الأندية الأدبية النسائية عبر الوطن؟ وما الذي يمكن أن يتم تحقيقه عبر هذه التعاونات؟
- هناك الكثير على أجندة مشاريعنا، ولن تقتصر فقط على اللجان النسائية داخل الوطن، بل قد تتجاوزه إلى عموم العالم العربي, فانتظروا ففي حقائبنا الكثير.

السبت، ربيع الآخر ١٨، ١٤٢٨

تغطية// اختتام فعاليات منتدى الإعلاميات الثاني

السبت 1428-04-18هـ
2007-05-05م

اختتام فعاليات منتدى الإعلاميات الثاني
منال العويبيل - الرياض
اختتمت أمس الأول الخميس فعاليات منتدى الإعلاميات السعوديات في دورته الثانية تحت شعار: (رؤية إعلامية لآفاق اقتصادية) بالرياض، برعاية كريمة من صاحبتيّ السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبدالعزيز، والأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز رئيسة المنتدى.
اشتملت الدورة على ورشتي عمل تدريبيتين مجانيتين للإعلاميات حملت الأولى عنوان (مهارات الإعلام الاقتصادي)، قدمتها نادية الجويلي من وكالة رويتر، والثانية بعنوان (الإعلام والنوع الاجتماعي) قدمتها اعتدال المجبري من مركز كوثر للدراسات والبحوث الإعلامية في تونس.
توافد العديد من الإعلاميات من مختلف المؤسسات المقروءة والمرئية والإذاعية لحضور الورشات بتفاعل يحمل دلالات مهمة على تطلّع الإعلامية السعودية لمثل هذه الفعاليات المهنية التي تصقل الطاقات المحلية المفتقرة للمؤسسات التدريبية الإعلامية، إلى جانب افتقادها الأساسي للإعلام كتخصص أكاديمي.
وعبّرت المجبري عن سعادتها بهذا اللقاء الفكري معربةً عن حماسها لهذا الحراك الفاعل لدور المرأة بمعزل عن الاتجاه التدريبي المجرد. وقد نالت ورشة العمل التي قدمتها (الإعلام والنوع الاجتماعي) أصداء إيجابية تفاعلية لإدماج مقاربة النوع الاجتماعي في الإنتاج الإعلامي، وإشكالات ذلك كمفهوم تغيب دلالاته عن الإعلاميات أنفسهن، وإن وعينه بشكل عام غير مقصود، وهو ما اتضح خلال الفعالية التي شهدت تفاعلاً كبيراً في النقاش والجدليات التي نحت بها بعض المشارِكات لآفاقٍ ذات حلقات مُفرَغة مبتعدة عن مربط الفرس.
وحول مفهوم مقاربة النوع الاجتماعي أوضحت المجبري أنه معني بمقاربة تمكّن من دراسة العلاقة المتداخلة بين المرأة والرجل في المجتمع عبر متعلقات تأتي بمعرفة وتحليل العلاقات بينهما، وتحديد أسباب وأشكال عدم التوازن في العلاقة بينهما، والوقوف على طرق المعالجة، وتعديل وتطوير العلاقة بين المرأة والرجل. ويأتي تقديمه عبر هذه الورشة بغرض امتلاك الإعلامية لأدوات بهذه الأهمية يتأتى عبرها عمل إسقاطات موضوعية تحرّك التنميط الاجتماعي لرؤى أكثر اتساعاً وفهما.
وقد حرص مركز المرأة السعودية الإعلامي في دورة المنتدى الثانية لهذا العام على استقطاب شخصيات إعلامية عربية وعالمية بارزة، إلى جانب الشخصيات الإعلامية والاقتصادية والسياسية داخل المملكة لحضور فعاليات المنتدى. إذ تضمنت قائمة المتحدثين نخبة من الشخصيات الإعلامية والأكاديمية والاجتماعية وكبار سيدات الأعمال والاقتصاديات.
واشتملت الفعاليات على عدد من أوراق العمل المنوعة التي تناقش الموضوع العام الذي حمل عنوان: ((المرأة واتجاهات التأثير الإعلامي على التنمية الاقتصادية والاجتماعية))، حيث تضمنت الجلسة الأولى ((مستقبل ثنائية الإعلام والاقتصاد)) ثلاث أوراق عمل أولاها بعنوان ((الإعلان ودوره في صناعة المضمون)) قدمها علي العليان المذيع في قناة LBC، والورقة الثانية بعنوان: ((الإعلام بين مفاهيم الحـرية وقـيود الاقتصاد والسياسة)) قدمتها الدكتورة سوزان القليني رئيسة قسم الإعلام بجامعة عين شمس في مصر، والأخيرة بعنوان: ((أخلاقيات الإعلام: المواثيق النظرية ووهم الممارسة في الوطن العربي))، وقدمتها الدكتورة عائشة النعيمي من دولة الإمارات. أما الجلسة الثانية التي حملت عنوان: ((المرأة والدور الإعلامي المرتقب))، فضمنت ثلاث أوراق عمل، تحدث في أولاها محمد الحارثي، رئيس تحرير سيدتي والجميلة حول ((التدريب واحترافية الإعلامية السعودية)).
وقدمت الصحفية صبرية جوهر، رئيسة القسم النسائي في «سعودي جازيت» ورقة عمل حول ((حقوق الصحافية في المؤسسات الإعلامية))، وقدمت مها عقيل، مديرة تحرير مجلة «ذي جورنال» التي تصدر عن منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة ورقة عمل حول ((معوقات الإعلام المتخصص)).

خبر// «جانجي».. ثالث إصدارات الزهراني

السبت 1428-04-18هـ
2007-05-05م

ا«جانجي».. ثالث إصدارات الزهراني




منال العويبيل - الرياض
صدر عن دار رياض الريس اللبنانية رواية (جانجي) ثالث إصدارات الروائي طاهر أحمد الزهراني بعد روايتيه: ((إيفه)، و(الصراع الدامي). وتقع أحداث الرواية في 188 صفحة من القطع المتوسط، ويرمز مسماها إلى قلعة (جانجي) في مدينة (مزار الشريف) في أفغانستان، والتي قُتل فيها عدد كبير من السجناء العرب والأجانب (المستسلمين طوعاً) على يد القوات الأمريكية بحجّة تمردهم وقتلهم عشرين من الحراس، فيما سمّته وسائل الإعلام بالمجزرة المدبّرة التي قُتل فيها هؤلاء الأسرى في إطار عملية تصفية.
الجدير بالذكر أنّ الرواية تضمّ خمسة فصول هي: شجون، قبل الرحيل، جحيم جانجي، x-ray ، رسائل. ويبدو من تعريف الناشر للإصدار كمّ الإثارة التي أراد الإيحاء بها لغرض الإثارة والتسويق، حيث يقول في مقتطع مما ضمّنه:
«أعلم أن البشر لم يتعودوا على هذا النوع من الكتابة؛ لأنهم اعتادوا الكتابة عن المرأة عن ليلى، وعزة، وجولييت، وديانا، ونانسي، وشاكيرا!!أصبح الكلام كله عن تقديس المرأة، عن الشفاه، والخدود..، ..، ..، وعن أعمق من ذلك!!.