وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الاثنين، شوال ٠١، ١٤٢٧

خبر// وديع سعادة في نسخة إلكترونية حتى إشعار قادم

اليوم الثقافي


مجموعة شعرية جديدة

وديع سعادة في نسخة إلكترونية حتى إشعار قادم




منال العويبيل - الرياض

فيما افترسه العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان من الأخضر الشاسع، والكثير من اليباس الاسمنتي المتمثل بالعديد من المرفقات، والبنى التحتية، يحاول مبدعو لبنان تجاوز هذه الأزمة كلّ بما يلأم به جرحا. ومن هذا المنطلق أصدر الشاعر الكبير وديع سعادة مجموعته الشعرية الجديدة (تركيبٌ آخر لحياة وديع سعادة) بنسخةٍ الكترونية أودعها حالياً موقعه الشخصي، موضحاً أنَّ السبب وراء ذلك يأتَّى من الدمار الاسرائيلي الذي طال فيما عصف به دُور النشر في لبنان، حيث باتت هذه الدُور ـ كما يُضيف ـ تجد صعوبةً في طباعة الكتب خصوصاً الشعرية منها، أو أنَّها تضطر إلى تأخير طباعتها، إلى حدٍّ وصل بها للإحجام عن الطبع .

ومِن هذا المنطلق ارتأى الشاعر وديع سعادة نَشْرَ هذه المجموعة الجديدة عبر الشبكة العنكبوتية في موقعه الشخصي، متمنياً على قرّائه عدَّها ككتابٍ مطبوع.

والمجموعة التي يمكن للقارئ الاطلاع عليها عبر رابط الموقع :
www.geocities.com/wadih2، تمنّى الكاتب من المطلّعين عليها عدم هضم حقوقها كونها الكترونية في الوقت الحالي ، طالباً منهم التنويه بوجودها عبر الموقع في حال الكتابة عما تضمَّن فيها.


* * *


« مرَّ ظلُّه على كائناتٍ جديدة
لا أسماء لها ولا أشكال
لكنَّها وُلدتْ
هكذا سهواً
في نقطةٍ غريبة
بين الحقيقة والوهم ».


بهذا المدخل استهل « وديع سعادة « مجموعته التي تنوَّع طرحها، وطول مقاطعها بين القصير جداً، كمثل مقطوعة « لغته» التي يقول فيها :

«لغتُه ذكرى لهاث
محميٌّ
في صمته».

بينما يجيء أطولها، والذي يحمل نفس عنوان المجموعة ( تركيب آخر لوديع سعادة )، يقول في مقطع منه :

،، أرضٌ بلا مسافات، وليس عليَّ أن تكون لي قَدَمٌ لأمشيها
عينٌ تجلب لي الأرضَ بالنظرة
وليس واجباً أن تكون لي يدٌ لأقطف زهراً.. لا شيء واجبٌ عليَّ كي يكون لي كلُّ شيء.
ها إنَّ يدي تفكّك أصابعها، وقلبي يفكّك شرايينه، وعيني تفكّك حَدَقتها
أضعُ في يدي أصابعِ بال، وفي قلبي شرايينَ بال، وفي عيني حَدَقةَ بال
وفي نهاري زمنَ بالٍ وعلى الأرض كائنات بالٍ جديدة
وإذا الرغبات عصتْ على البال، ألتقطُ كلَّ الرغبات بعدم الرغبة.


وبعيداً عن معادلات الطول والقصر، تأتي تركيبة «وديع سعادة» الجديدة محمّلة بجماليات ما اعتاده القارئ من بوح الشاعر القدير من أول الشهقة، للطرف الأخير من الزفير.