وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الاثنين، شوال ٠٨، ١٤٢٧

خبر// ليلى الجهني تعايد الوسط الثقافي بـ «جاهلية»0


اليوم الثقافي


ليلى الجهني تعايد الوسط الثقافي بـ «جاهلية»0




منال العويبيل - الرياض


بتروٍّ حذق كي يستوفي إصدارها استواءه .. صدرتْ الرواية الثالثة للروائية (ليلى الجهني) عن دار الآداب للنشر والتوزيع في بيروت، بعنوان (جاهلية) حيث تستقبلها رفوف المكتبات تزامناً مع احتفالات عيد الفطر كعيدية مميزة للوسط المحلي والعربي، والذي احتفى مسبقاً بروايتها الأشهر (الفردوس اليباب) على مستوى المتلقين والنقّاد.

تضمّنت (جاهلية) ثمانية فصول تنوعت في دلالتها السردية، ورهان اللغة التي سبق أن تميزت الجهني فيها، وهي : سماءٌ تهوي، ولم يرَ ملائكةً قط ، الصمتُ والموت، رائحة الحزن، صكّ غفران، عَطَب، ما تحت اللّون، غوغل يهذي.

تأتي هذه الرواية مواكبة لمسار التصعيد لخط الرواية السعودية الحالي من حيث تعريته الشفافة لسلبيات المجتمع، خاصةً تلك الثقوب من الموروثات، والتقاليد المتزمتة التي تتسع بشراهة في ثوبه دون اعترافٍ، أو مواجهة في سبيل مجتهد للرتق، وفي مضيٍّ ممعن في التجاهل، حيث يتجلى أغلب ذلك في معمعة الطبقات الاجتماعية التي تتناقض مع العناوين العريضة للمساواة، والتي تستحيل إلى شعار معلَّب إزاء هذا القبيل من التزمّت، وذلك في تعرية تستحضرها ليلى الجهني في ثنايا قصة حب يئدها فرق اللون!، وتحدِّد مكانها في مجتمع المدينة المنورة على سبيل التمثيل لا التحديد لتعنّّت التقاليد المجافية للمنطق!.

وفي مقطع خصّتْ به الروائية (اليوم) تقول :((لقد أوضع يديه تحت إبطيه، ولو أنه قربهما الآن من أنفه لشمَّ رائحته، وربما عرف ألا شيء يستحق عناء ما فعل. كان ذلك آخر ما فكَّر فيه، بعدها لم يدرِ بما، أو بـمَن فكَّر. طردت صورة الجسد الملطَّخ بالدم والمنكفئ على الأسفلت كل التفاصيل الأخرى، وودَّ لو فرَّ منها، لكنه كان يجرُّ شيئاً ثقيلاً خلفه ويلهث : أمه، وأخته، وأبوه، والحياة التي عاشها من قبل، والتي لن يعيشها من بعد، والأشياء التي ظنَّ أنها تنتظره، فاكتشف أنَّه هو من سيظل ينتظرها، وربما لن تجيء، والموت، الموت الذي فرَّ من جواره.. الموت الذي انتظره في شارع خلفي من شوارع المدينة المنورة كي يقهقه بلا حشمة)).


إنها رواية تحمل الكثير، وستتحمل الكثير من الرؤى والضوء.