وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الثلاثاء، شوال ٠٩، ١٤٢٧

تغطية// مسرحية «أطفال الرياض» تخاطب طفل عصر المعلومات بحوارات ساذجة

اليوم الثقافي


عرض تحكمه هشاشة الأفكار وتقليدية الموضوعات

مسرحية «أطفال الرياض» تخاطب طفل عصر المعلومات بحوارات ساذجة



مسرح عرض (أطفال الرياض).. وفي الإطار نادين حلواني



منال العويبيل - الرياض

بتحضيراتٍ وصلت لشهر، وانتقاء مميز لعدد من الأطفال الموهوبين قُدِّمتْ مسرحية (أطفال الرياض) على مسرح مركز الملك فهد الثقافي، التي حُدِّدت للأطفال ما دون سنِّ العاشرة . يتمحور موضوع المسرحية حول العيد في الرياض مدينةً، وأناسا، والمفارقات بين احتفائية العيد في الماضي والحاضر، مع بعض الألعاب الشعبية والأناشيد التي تحاكي فرحة العيد، بمشاركة الفنانة (أغادير السعيد) تمثيلاً (دَوْر الجَدَّة) وإخراجاً للعرض، والممثلة (نادين حلواني) في دور الأم .

ورغم الجمالية التي تتبدى من فكرة المسرحية نجد أنها لم تخلُ من الهشاشة في بناء حبكتها، حيث اُتكل في العديد من المطروح على الموضوعات التقليدية التي اعتيد استهلاكها في الفن المقدَّم للطفل، التي تخاطبه بما يقصر عن مستواه العقلي، إذ لا يمكن التشكيك في مقدار وعي أطفال اليوم، واتقاد ذكائهم بما يصدم الكبار أحياناً، ولا يمكن كذلك في ظل هذا الانفتاح المعلوماتي اعتبار تحديد السن بما دون العاشرة عُذراً للكثير من الحوارات الساذجة بين الشخصيات، خاصةً الأم و الجَدَّة، مما أفقد الأطفال في وقت ما تسلسل متابعتهم للعرض؛ لفرط تململهم من ذلك على حساب تصعيد الأحداث لذروة ما جاذبة.

ومما أثّر على العرض كذلك .. عدم استطاعة القاعة استيعاب تزايد أعداد الأطفال الحضور حتى آخر لحظة في العرض، رغم تزامن المسرحية مع وقت عرضٍ كارتوني في سينما الأطفال في ذات المركز، وربما يعزى ذلك لسحر العرض المباشر على الكارتوني المسجَّل.

ورغم تفاني مسئولات التنظيم لتلافي الفوضى الحاصلة.. أثيرت ضوضاء أثّرت كثيراً على متابعي العرض، حتى وصل الأمر للشوشرة على أصوات الممثلين أنفسهم!
والحقيقةً من الممكن اعتبار تدبيج العرض ببعض الأهازيج الشعبية، والألعاب البسيطة التي تتمحور حول روح العيد، والاحتفال سبباً أضاف الحيوية له . و قد خُتِمَ ذلك بنثر حلوى العيد على الأطفال الحضور.

وللأسف بدا ديكور المسرح فقيراً فنياً، إضافةً إلى ضيق مساحته، كذلك تواجد عدد من الأخطاء التنظيمية، فعلى سبيل المثال خرجت من ثنايا الديكور الجانبي في المسرح ما توقعه الحضور إحدى الممثلات المشاركات في وقت متأخر من العرض، التي اتضح أنها إحدى مشرفات القاعة, مما كسر خط المشهد المعروض في تلك اللحظة . كذلك وافق النصف الثاني للعرض جلوس مديرة الإنتاج على طرف خشبة المسرح مواجِهةً الجمهور مباشرة إثر تعذر وجود مكان للجلوس. وكأنَّ تحديد العرض للأطفال يفتح المجال للكثير من الأخطاء المستغرَبة!

الطفلة (أطلال المشاري) كانت إحدى بطلات العرض الصغيرات، أخبرتنا عن مدى سعادتها، وحماسها في العرض، خاصةً مع تجاوب الحاضرين . وحول المدة التي استغرقتها التحضيرات أجابتنا بأنها دأبت على مشاركة البروفات منذ حوالي الشهر دون ملل، مثنيةً على الدور الكبير للمؤلف محمد إبراهيم خلف . وحول إذا كانت مشاركتها في المسرحية سبباً في إفساد مشاركتها عائلتها احتفاءهم بالعيد أجابت بأنه تسنت لها مشاركة عائلتها فرحة العيد طوال النهار، ثم توجهت تالياً في المساء للمركز للمشاركة في المسرحية، التي حُدد عرضها بعد صلاة العشاء، وبالتالي كان عيدها عيدين.

من ناحية، أثنتْ إحدى الحاضرات على جمالية العرض، حيث إنّه أسعد الأطفال الحاضرين، الذين يعيشون تجربة حضور مسرحية برفقة (أمهاتهم) لأول مرة كما رأتْ.

في حين انتقدت أم أخرى نوعية القصة المطروحة، التي وجدتها تَقْصُر إزاء أقلِّ مستويات المسرح المدرسي للأسف - على حدِّ تعبيرها - حيث إنَّه لا جديد في القصَّة، ولا الأحداث .

من ناحية أخرى تساءل عدد من الأُسر عن إمكانية تمكين مسرح الطفل طوال العام، لدورهما التثقيفي والترفيهي الكبيرين . كما أننا عبر هذه الفُرجة نقترح فتح المجال لاقامة مسابقة للعروض المسرحية المدرسية المميزة، ومن ثمَّ تحظى بإمكانية العرض الجماهيري عبر جهة كمركز الملك فهد الثقافي، مما يطلق العديد من الإبداعات المتميزة في جوٍّ تنافسيٍّ راقٍ.