وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الاثنين، ربيع الآخر ٢٧، ١٤٢٨

حوار// «أميمة الخميس» عضو نسائية أدبي الرياض

الأثنين 1428-04-27هـ
2007-05-14م

ا«أميمة الخميس» عضو نسائية أدبي الرياض:
الأنشطة الثقافية المحلية نخبوية وبعيدة عن الجماهير
حوار - منال العويبيل

للبلور أوجه عدة كلما صُقلتْ منه جهة تبدّت وكأنها أفضله .. وبين « أميمة الخميس « روائية، وقاصة، وكاتبة صحفيّة، ومديرة للإعلام التربوي، ودورَيّ الأم والزوجة، نلتقيها اليوم على خلفيّة دورها الفاعل في اللجنة النسائية لنادي الرياض الأدبي؛ لنستجلي هذا الدور بتداعيات مسئولياته، ودفعه للحراك النسائي في المشهد الأدبي المحلي بعد مراحل متذبذبة الحضور في الصفوف الخلفية.
* بعد أكثر من عام على تغييرات لجان النوادي الأدبية .. ما مدى النقلة التي طالت هذه الجهات من وجهة نظرك عدا تبدّل الأسماء؟ وما مدى رضاك عنها؟
- أعتقد أن مدة عام تعتبر مبكرة جداً في الحكم على عملية ما برحت تكابد المراحل الأولى للتأسيس, على اعتبار أنها انطلقت من شبه فراغ فيما يتعلق بالنشاط الأدبي الذي كان يعاني من الانحسار وضآلة الإنتاجية, وعدم قدرته على صناعة أساس ثقافي متين وفاعل، نظراً لعدة عوامل قد يكون منها: تقلص الثقافي مقابل هيمنة الأيدلوجي في فترة ما, هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى مابرحت الأنشطة الثقافية على المستوى المحلي تعاني من نخبويتها, ومن عدم قدرتها على المزاوجة بين الشعبي الجماهيري, وبين الطروحات الثقافية العميقة التي من الممكن أن تمثّل تيارات تصب في الأرض الثقافية الجافة وتثريها, هذا بدوره قد يحد من قدرة العمل الأدبي على استقطاب العدد الكافي من المهتمين والمتابعين, وكما قلت إنّ فترة عام واحد على الغالب يستغرقها التأسيس وتلمّس الخطط والدروب, ومابرح في الجعبة الكثير.
* «أميمة الخميس» بين الكتابة الصحفية، والكتابة الإبداعية كراوية وقاصّة، ودورك كعضو في اللجنة النسائية .. أي الأدوار يرفد الآخر كأولوية تسبق، أو تستنزف الأدوار الأخرى؟
- ليس هذا فقط، فأنا أيضاً أم وزوجة، ومناط بي عدد من الأدوار الاجتماعية التي يجب متابعتها وتلبيتها, وعملي كمديرة للإعلام التربوي في وزارة التربية والتعليم, ولكنها جزء من التحدي والمشروع الذي يتملك كل منا، أو كما قال الأديب كازنتزاكي: ( كن دائماً قلقا, غير مقتنع, غير متكيف, وأخرق العادة دائما! إن أعظم خطيئة هي الرضا ).
* ما طبيعة الدور المنوط بك من خلال اللجنة؟ وما نوع المهام المطلوبة منك ؟
- أتشارك مع الدكتورة أميرة الزهراني في الإشراف على ( جماعة السدرة )، وهي جماعة خاصة بالأنشطة السردية، وتفعيلها، وقد قمنا بعدد من النشاطات في هذا المجال محاولين أن نكسر نمطية الأمسيات القصصية المعتادة, فكان نشاطنا الأول تحت مسمى ( مستصغر الشرر ) تتبعنا فيه الخريطة الذهنية للمبدعات, والنشاط الثاني كان لمناقشة كتاب ( الحريم الثقافي ), وأخيرا قمنا بنشاط سردي تقني تحت عنوان ( فتيات الانترنت ) قدمت فيه الأجيال الواعدة تجربتها مع الانترنت, عبر عروض حيّة للجمهور من خلال أجهزة الكترونية.كما قلت لك، كلجنة نسائية نحن نحاول أن ننطلق من عمل مؤسساتي منظّم لا يخضع للظروف، أو الأمزجة، أو المناسباتية, فقد قسَّمنا اللجنة النسائية إلى مجموعات لكلِّ مجموعة مهمة هناك: جماعة الشعر, وجماعة السرد, وجماعة الترجمة, وجماعة للحوار والنقد, كما هناك ناد للكتاب لمناقشة كتاب مرة في الشهر. كما قمنا بتنظيم احتفال تعريفي شامل حظي بجمهور كبير, ومن هناك انطلقنا في نشاطنا كل اثنين في الأسبوع، وخميس من كل شهر, نتداول النشاط بيننا الذي نحرص فيه على الجِدَّة، والدهشة، والتعبير عن جميع ألوان الطيف, وتلبية طموحات نسوية كانت مغيبة عن المشهد والحضور الثقافي.
* ما مدى فاعلية خلفيّتك الإبداعية، ونشاطك الصحفي على فاعليّتك في اللجنة؟ ولأيّ مدى كان لهما تأثير في ضمّك لها؟
- أعتقد أنّ هناك فرقا بين التواجد الإبداعي على مستوى الكتابة, وبين التواجد على مستوى الأنشطة, فهما وإن كانا يصبّان في مصب واحد, إلا أنهما يتطلبان قدرات خاصة, والكثير من المسؤوليات, وعلى كلِّ حال أنا أحاول, فإن أجدت، وإلا فتواجدي في هذا المكان ليس مؤبدا.
* تشيع مؤخراً نظرة نمطية للمؤسسات التي ضمت ( أو تزمع ) لجاناً نسائية بأنها صور شكليّة لا تملك صلاحيات فاعلة كالجهة الرجالية .. ما تعليقك حول ذلك؟ وكيف هو الأمر من منظارك كعضو في قلب الحدث؟
- المرأة هي التي تختار، وتقرر ذلك، حتى ولو كان الأمر دون وعي منها نتيجة إرث طويل من الوصاية, فاللواتي يخترن الهامش، وأدوار السكرتاريا التنفيذية, فلهن ذلك, أمّا اللواتي يخترن الإبداع والتألق، والإنجاز بموازاة أشقائهن، وكل في محيطه, فلابد أن يكون لهن ذلك إذا أصررن عليه.
* تزمع أمانة مدينة الرياض بالتعاون مع نادي الرياض الأدبي إقامة فعاليات ثقافية في الفترة القادمة .. ما دور اللجنة النسائية من حيث الاقتراحات، والتنظيم، وما الذي توصّل إليه حتى الآن؟
- لم أسمع بهذا النشاط يا منال, ولكن على كل حال من حقي أن ابتهج بأي نشاط ثقافي في مدينتي الفاتنة الباذخة الرياض, الذي يأخذها عن مصير الرخام والأسمنت, ليحوّلها مدينة معنية بالهم الإنساني، والمنجز البشري للآداب، والفنون، والثقافة.
* بعد 30 عاما من الغياب انتقلت اللجنة النسائية لمقر النادي .. ما طبيعة التعاون القائم مع اللجنة الرجالية وجماعة بيت الشعر؟ وهل ستظل الفعاليات بهذا الانقسام بين الجهتين في ظل غياب الشبكة التلفزيونية؟
- كما قلت لك مسبقاً, إننا مابرحنا في مرحلة تأسيسية, ومجرد أن ترفع المرأة علمها الأول في ميدان كان مطوقاً بذكوريته, فهذا بحد ذاته إنجاز. والنادي الآن يعمل على إعداد شبكة تلفازية داخلية، بحيث تكون الأنشطة بالتنسيق بين القسم النسائي والرجالي.
* هل ثمة أي تعاون مع لجان الأندية الأدبية النسائية عبر الوطن؟ وما الذي يمكن أن يتم تحقيقه عبر هذه التعاونات؟
- هناك الكثير على أجندة مشاريعنا، ولن تقتصر فقط على اللجان النسائية داخل الوطن، بل قد تتجاوزه إلى عموم العالم العربي, فانتظروا ففي حقائبنا الكثير.