تحقيق// مدوّنات الكترونية تناهض العدوان الإسرائيلي على طريقتها
الأحد 20 - 07 - 1427هـ
المثقفون لهم كلمتهم أيضاً..
مدوّنات الكترونية تناهض العدوان الإسرائيلي على طريقتها
منال العويبيل - الرياض
ثمة أخبار سيئة كثيرة في (قناة الجزيرة) وفي مواقع الإنترنت.. هناك قتلى وأطفال وسياسيون محتشدون تتبعهم الحرب.. لم أفهم كثيراً من التحليلات السياسية.. لكنني أفهم سوء الحرب البالغ في اللون الأسود المترب الذي كان عليه شعر الفتاة المنتشلة من بين الأنقاض، وفي دمعة الشيخ الجنوبي الذي يسير في مقدمة الجنازة، وفي خريطة لبنان الـ ( زغير ووسع الدني) كما تقول فيروز، وقد وزعت عليها قناة الجزيرة رسوماً لشعل الحريق كنايةً عن الأماكن الذي تضررت.
وفي استنفار مهول عبر المنتديات، والرسائل الالكترونية للتصويت في المواقع الإخبارية (الأجنبية خاصة) التي اختارت طرح تساؤلات من قبيل لمن التأييد في طرفيّ النزاع، وغير ذلك من أطروحات اللعبة الإعلامية إبان الحرب، كتبت القاصة هديل الحضيف في مدوّنتها ( عتبات الجنّة )، تحت عنوان (كم تزن أصواتنا) في سبيل استيعاب كم يجدي أضعف إيماننا المُمثل بالكلمات، تقول: في عصر الموت هذا، وعصر القرارات الفردية، والسلطة المطلقة لحثالة من جنرالات الحرب.. هل يمكن أن تصنع رسائلنا شيئا؟ هل يمكن لملايين من الناس (العاديين) أن يصرخوا لدرجة تطغى على أصوات آلات الدمار؛ فتعطّلها؟
تلح عليّ كما في كل مرة ينفجر فيها حدث ساخن، متبوعاً بالعديد من التصويتات، أسئلة عديدة: ما الفائدة من هذه التصويتات؟ هل لها دور فعلي في تغيير نتائج أو مجريات الحرب؟ أم أنها لا تعدو رصداً للرأي العام، لا يلبث أن يعود إلى صفحة: (تصويتات سابقة)، ويُنسى، كما حصل مع صورة (محمد الدرّة) عام 2001، والتسابق المحموم في التواصي بها، مع التشديد على أهمية (أن نغلب أعداء الأمة) في المواجهات الحاسمة، ولا أدري إن كان هذا هو المجال الوحيد المتبقي لنا لأن نغلب أعداءنا؟.
وفي بقعة أقرب لهدر القذائف، يكتب القاص أحمد البِشري من عمّان.. عن دهشته المعلّقة حتى إشعار إنسانية آخر.. في سؤال ( ما الذي يحدث في رأسي .. ما الذي يحدث في العالم؟! ) قائلاً: هناك الكثير من شجر الأَرْز يحتاج لمن يتظلل به، يحتاج لبسط أكثر من سجادة صغيرة، يحتاج للكثير من الحكايات تقال تحته، والكثير من الأسرار والمغامرات التي تحاك تحت عينه، هناك أعلام أكثر تحتاج لأشجار أَرْز ليست محترقة لتنام بها بقية عمرها، هناك أطفال يريدون أن يحملوا الأشجار في جيوبهم، وحين وجدوها ثقيلة، أرادوا حمل أعلام صغيرة بها شجيرات صغيرة، ويبدو أنهم لن يستطيعوا سوى حمل اللونين الأبيض والأحمر، وربما استذئب اللون الأحمر قليلاً.
ويضيف: لقد خرجت النساء من بيوتهن يحملن الأشجار، الأشجار التي كانت قبل الآن على الأوراق الرسمية، وعلى شاشات التلفاز، وعلى ملابس الأطفال الصغيرة، وتلك التي في مواقع الإنترنت وفي قنوات الأخبار، خرجن بها داخل حقائب يدوية، فيما بعضهن حملن في أيديهن الناعمة أدوات زراعية قديمة، ودلاء ماء، وأكياس سماد نتنة، البعض ذهبن باتجاه الشمال، والكثير ذهبن إلى الجنوب، والبقاع، وطرابلس، ونحن الآن ننتظر ما قد يجنينه من زرع شجرات الأرز في برك الدماء الحمراء.
كما تنال المدوّنات سلسلة من الردود المحاورة، والمحلِّلة كذلك.. في أفق من الرؤى التي قد تستند على أشرطة الأخبار أسفل القنوات أحياناً، أو ما تحكمه العاطفة في أحيان أُخر.. (أروى ) على سبيل المثال صاحبة مدونة (أيقونة) ، تخبرنا بأن الأمر ليس منوطاً في مظاهرات اللافتات، والخطابات الرنانة، أو الاعتصامات التي لا تحصل هنا، الأمر موقف يحتاج أقلّه كلمة حق و حب، لشعوب نكيل لهم كل صادق المؤازرة، سواء في لبنان، وفلسطين، والعراق كذلك.
أخيراً، بين من اختار المساندة المادية في الحملة الشعبية التي نقل فعالياتها التلفزيون السعودي، وما زالت عبر الحسابات المفتوحة، وبين خيارات نصرة الكلمة، أو الدعاء، يستند الأمر لكثير من التوعية، والنقلة المعمقة للتعاطف شاملاً شبابا مشغولين بفراغ الصيف، وأطفالا غُيّب الحاصل عنهم مداراة لبراءتهم، لكنه وقت يجب أن يعوا فيه أن صواريخ القذائف التي قصفت الأطفال هناك، استضاف الجيش الإسرائيلي عددا من الأطفال الصهاينة للتوقيع عليها!0