حوار لم يتم نشره// مع الروائية قماشة العليان بعد انتخابها في نادي الشرقية الأدبي
في حوار لم يُنشر..
الروائية قماشة العليان: المؤسسات الثقافية لا تُنجب أدباء
حاورتها: منال العويبيل
24 - 04 - 1427هـ
بعد وتيرة متسارعة من الأحداث التي تلت انتخابات اللجنة النسائية لأدبي الشرقية ، يجد متابع المشهد الثقافي ذاته إزاء سلسلة من الشجب والاستنكار تستحضر ما يشبه الجدالات السياسية المفرغة بما ترنوه من مقولة: اتفق القوم ألا يتفقوا!! وكان لاسم الروائية قماشة العليان حضور تردد غير مرة خاصة بعد اتخاذها قرار الاستقالة من اللجنة التي فازت في انتخاباتها ، بعدما غلب تشاؤمها من الفترة السابقة ما يفي بصبر لحضور ولو جلسة مقبلة بعد الانتخاب.. فيما يلي حيثيات اللقاء:
س1: خطوة انتخابات أدبي الشرقية أكدت أسبقية إشراق لحضور المرأة بأسلوب ديمقراطي ، إلا أنه سبق واستشعر المتلقي نبرة تشاؤم من قِبَلك منذ اقتراح الفكرة ، فهل كان ذلك صحيحاً ولمَ ؟
كنت متشائمة ، ومعي حق عزيزتي في تشاؤمي ، ففي أول اجتماع مع إدارة النادي بالأدباء والأديبات لمسنا هناك تخبطاً واضحاً ، وعدم وضوح بالرؤية.. حيث اتضح جلياً أن إدارة النادي الجديدة تريد أن تثبت لنا بأنها الأفضل ، وأنها رائدة التغيير ، وذلك بأية طريقة ، وبأي شكل ، وبأي أسلوب.. حتى لو اصطدمت مع ثوابتنا ، حتى لو أحدثت البلبلة والفوضى ، حتى لو وسعت نشاطات النادي لكل شيء وأي شيء .
س2: نقل حيثيات ما حصل بكل شجونه ينم عن شفافية مطلوبة خاصة بعدما أصبحتِ من الـ مع كما وصفتِ في مقام آخر ، لكن ألا يسرّب للمتحمسات للتجربة خيبة في الواقع القادم من اللجنة النسائية ، وبالتالي من النادي ؟
يا عزيزتي، القلم الصادق هو الذي يعرّي الواقع، ويكشف المستور، ويوضح للمتلقي العيوب الخافية لنحاول معاً إصلاح الأوضاع، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. فما فائدة تجميل الخارج والداخل يطفح بالصديد!!
س3: كان لديك اعتراض على ضوابط الانتخابات ، فهل تظنين أنه كان يمكن تلافي السوء بمجرد تحديد الترشيح في الأديبات ؟
أليس في ذلك إجحافاً لمجالات الفنون الأخرى كالتشكيل والتصوير؟ فبرغم تسمية النادي بالأدبي مازال يؤكد قائميه على احتضان الفنون الأخرى.
كل ميّسر لما خلق له ، وكل إنسان له مجاله ، فالذي نعلمه ( وقد استفسرت للتأكد من وكيل الوزارة للشئون الثقافية، ومدير عام النوادي الأدبية د . عبد العزيز السبيل ) فأيّدني في رأيي ، وأن النوادي الأدبية للأدباء ( شعراء, قصّاص, روائيين, نقاد ....الخ ) ، وجمعية الثقافة والفنون تهتم بالتشكيل والتصوير وغيرها.. لكن الذي حدث هو الخلط ( لبن , سمك , تمر هندي ) وأبواب مفتوحة للعامة! و من يفقد أمه يحضر إلى النادي فهناك الأم البديلة!
س4: في حال صنفنا عدد من حاضرات الانتخابات بأن ليس لهنّ ناقة ولا جمل في الأمر ، هل يمكن ترجيح أسباب لاهتمامهن بالمشاركة كما استشعرتِ الموقف ؟
الذي أعلمه ، ويعلمه الكثير أن البعض من المرشحات قد استعددن مسبقاً ، وأحضرن كل أفراد القبيلة، وقد سمعنا أن البعض يهدف إلى مواضيع أخرى لا علاقة لها بالأدب والله أعلم.
س5: هل تؤيدين تكرار تجربة انتخابات أدبي الشرقية على نوادي المملكة الأخرى ؟
هذه ليست انتخابات _ يا عزيزتي _هذه لعب أطفال ، ( والدليل أن طفلة العاشرة قد قُيّد اسمها ضمن المرشحات ، ثم اُستبعدت قبل التصويت لصغر سنها فقط !!) ، وأنا أؤيد حقيقةً طريقة نادي جدة الأدبي: إذ تم التصويت على أسماء معروفة سلفاً ، ثم جرى التصويت من الأدباء. أيضاً إذا كان ليس من الممكن إجراء انتخابات حقيقة طبيعية فالأفضل هو التعيين من الإدارة وكفى الله المؤمنين شر القتال.. ( هل يقبل أعضاء النادي الرجال أن أضع بينهم طباخ بحجة أنه مهتم بالأدب ، وسوف يساعدهم في إعداد ولائم النادي واحتفالاته؟ ) .. فهذا هو منطقهم أن النادي يحتاج للتخصصات الأخرى!! لو عُمم هذا المنطق لأصبحت كارثة ، فلن نجد هيأة للصحفيين ، ولا رابطة للمهندسين ، ولا نقابة للأطباء وغيرها .
س6: هل تظنين أن المرحلة القادمة من النادي مع انضمام اللجنة النسائية ستشكّل مرحلة من التعاون المشترك ؟ أم سيسود الأمر شيئاً من الندية في النشاطات ؟
سمعت البعض يقول يكفينا أن المرأة قد دخلت النادي بعد سنين عجاف أما كيف دخلت، ومن ، وأين، ولماذا، فلا يُهم.. وأرد عليهم: إن القرار الوزاري الجديد يُقرّ بدخول المرأة للنادي في كل الأندية الأدبية ، وليس مهماً دخولها قدر الاهتمام بالكيفية ، وإلا أصبحنا سخرية وتندر للآخرين ، ولا أستطيع التكهن بالمرحلة المقبلة من النادي ، لأنني قلت وأقول مراراً: ( أعطوا الخبز لخبّازه ).
س7: هل تؤيدين إقامة نوادي أدبية نسائي مستقلة مادامت اللجان اُنتخبت أم عُيّنتْ غير قادرة على إرضاء الجميع ؟
في التعيين سيكون هناك رضا حتمياً ؛ لأنني لا اعتقد أن إدارة النادي ستجازف باختيار غير الأديبات.. أما عن النوادي الأدبية النسائية .. فلا النسائية ولا الرجالية كما قال لي الزميل الروائي يوسف المحيميد قادرة على صنع أي أديب !! و النادي هو الذي يخسر الأديب وليس العكس .. فالمؤسسات الثقافية عزيزتي لا تنجب أدباء .
س8: ورقة قماشة العليان الأولى للجنة النسائية ما الذي قد تحمله من ملامح ؟
ورقتي الأولى والأخيرة هي انسحابي واستقالتي من عضوية اللجنة النسائية والتي نتجت من انتخابات عشؤائية مضحكة أشبه بلعب الأطفال .