وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الاثنين، جمادى الآخرة ١٧، ١٤٢٨

حوار// عضو جماعة السدرة بأدبي الرياض د .أميرة الزهراني


عضو جماعة السدرة بأدبي الرياض د .أميرة الزهراني :

المثقفات اعتدن على الوقوف عند حدود المطالبة فقط

منال العويبيل - الرياض

بعد زيارتها العملية لتونس في مشاركة مميزة في ملتقى المجمع التونسي للعلوم والآداب والفنون الذي تناول في حوار موسع ( التعريف بالرواية النسائية في المملكة العربية السعودية ) ، تعود د. أميرة الزهراني لمزاولة نشاطاتها النقدية والثقافية خاصة عبر عضويتها في اللجنة النسائية لأدبي الرياض بمعية أميمة الخميس في جماعة السدرة المهتمة بالسرد، حيث تعد اللجنة سلسلة من النشاطات المميزة للفترة الصيفية.
* شاركتِ مؤخراً بورقة عمل (الرواية النسائية السعودية.. شاهد أمين على ميلاد وعي جديد) في ندوة الروائيات السعوديات بتونس . حدثينا عن ملامح هذه الورقة؟ وأصداء النقاش حولها؟
- عنوان الورقة (الرواية النسائية السعودية .. شاهد أمين على ميلاد وعي جديد) ، وهي ترمي إلى ربط الطفرة الروائية النسائية السعودية، على نحو خاص، بالوعي الجديد الذي تشكَّل لدى المرأة السعودية مؤخراً نتيجة العديد من المتغيرات والتحولات التي تشهدها، لعلّ أبرزها وعيها بحقوقها، والإلحاح على المطالبة بها أكثر من ذي قبل . هناك مناصب جديدة تقلدتها المرأة السعودية، مثل دخولها في تشكيل لجان الغرفة التجارية الاقتصادية، وفي لجان مجلس الشورى، ومشاركتها في الحوار الوطني الفكري ضمن تيارات مختلفة، وحصولها على درجة وظيفية تعادل مرتبة وزير، وفتح أقسام جديدة في الجامعات لم تكن موجودة من قبل، مثل قسم القانون والإعلام، فضلاً عن وجود قناة لتصريف الاحتقان الذي لطالما اعتورها، حيث شبكة الإنترنت التي أتاحت لها أن تعبّر عن رأيها بالطريقة التي تشاء، وأن تتلصص على عالم الرجال على النحو الذي لم يكن ممكناً من قبل . هذا الوعي لم ينعكس على الرواية فقط، بل في كتابات المقالات النسائية . لقد بدت في الفترة الأخيرة أكثر جرأة ومكاشفة من حيث التصدي للمشكلات والإحساس بها، متنحية قدر الإمكان عن آفة الكتابة وفق نمط الانثيالات الشاعرية الذي كان سائداً. الورقة اجتهدت في الربط بين ما يحدث في رواية المرأة السعودية ( كماً وكيفاً ) وما يجري في الخارج من حولها، لعلّ هذا هو الجديد الذي تفاجأ به المشاركون في الندوة والحضور في فعالية تونس . لقد عرفوا تغييرات وتحولات في السعودية ربما لم يكونوا يعرفوها من قبل.
* سبق أن كانت لك مشاركة مميزة في ملتقى النص في مدينة جدة .. ما تقييمك لمثل هذه الملتقيات التي تضمّ المبدعين من مختلف مناطق المملكة؟ ومدى إثرائها للحراك الثقافي المحلي؟
- الملتقيات الثقافية ظاهرة صحية، لكن لي فيها رأي.. أولا ً: على تلك الملتقيات مسؤولية انتقاء المشاركين المختصين حسب موضوع الملتقى، وأن لا يكون الهاجس هو حشد أكبر عدد ممكن من المثقفين، بحيث لا يتوقف أستاذ عن تقديم ورقته إلا بعد سماع عبارة «الوقت انتهى لو سمحت» !!!ثانياً : على الملتقيات الثقافية الاهتمام بحداثة الموضوعات، وإغرائها بالبحث والتقصي والنقاش، وإشكالاتها في طرح وجهات نظر مختلفة؛ لأن ما يحدث في بعض الملتقيات هو أن تبدو كل جلسة نسخة لا تكاد تختلف سابقتها، فيغدو الملل هو العنوان الأثير في التغطيات الإعلامية.
* ما الصعوبات التي تحول دون تعميم مثل هذه التجربة عبر أندية المملكة الأدبية ( الرياض مثالاً )؟ وهل من سعي محدد في هذا الاتجاه؟
- لا توجد صعوبة على الإطلاق، ونادي الرياض سبق أن أقام قبل قرابة عامين ملتقى ثقافيا مخصصا لموضوع محدد، والقادم من مشروعات النادي ينبئ عن الجاد والأفضل بمشيئة الله.
* مسئوليات النوادي الأدبية في ظل المرحلة الراهنة .. ألا ترين أنها تقترب من وصف التأسيس أكثر منه التجديد التراكمي لمرحلة سابقة في ظل ضبابية الجهود الماضية؟ كيف الأمر من وجهة نظرك؟
- في مجتمعات العالم الثالث مراحل التأسيس تستمر قروناً !! هذا أمر اعتدناه.
* بعد 30 عاما تقريباً من غياب النساء عن مقر النادي الأدبي دخلته اللجنة النسائية، باحتفاء جماهيري في البدء ما لبث أن خفت تباعاً؟ ما أسباب ذلك في رأيك؟
- ببساطة : المثقفات اعتدن على الوقوف عند حدود المطالبة فقط !! هذا من جهة ، ومن أخرى، فإننا في اللجنة النسائية في الرياض نعاني بشدة تهميش الإعلام لأنشطتنا، أو محاولة تغطية الفعاليات التي ننفذها .. هذا الإهمال يحبطنا كثيراً.
* إذ تدأب المطالبات بدعم المواهب الشابة نستجلي رأيك عن إمكانية لعب الأندية الأدبية دوراً فاعلاً في استقطاب حضور الشباب والمراهقين العاديين في سبيل تنمية جيل من المتذوقين؟
- لا يكفي أن نطالب بأن على الجميع تبني تلك المواهب التي تستحق البروز، وليس لمجرد إبراء الذمة، المشكلة هي أننا كثيراً نطالب لكن عندما نكون في موضع المسؤولية نتخلى عن المطالبة والجرأة في كسر نمطية الدعوات الموجهة بإلحاح إلى النخب . في رأيي أن المواهب الشابة هم أكثر وفاءً واجتهاداً للحضور وللقيمة المعرفية التي يتحمسون للانتماء إليها. بالنسبة للنادي الأدبي بالرياض، ولجماعة السرد التي أمثلها أنا والأستاذة أميمة الخميس فإن المواهب الشابة تحوز على قدر من أنشطتنا . لقد تبنينا تلك الفكرة منذ البدء .
* جمعت أطروحتك الخاصة بالدكتوراة بين دفتيّ كتاب ( الذات في مواجهة العالم ) الذي ناقش فكرة الاغتراب في القصة القصيرة في الجزيرة العربية .. ألا يمكننا إسقاط بعض حيثيات هذا المفهوم على أن المبدعين الذين وقعوا طي هذه الحالة في فقدانهم للانسجام مع ذواتهم أو مع مجتمعاتهم ساهموا في اعتزال الجمهور للفعاليات العامة؟
- يحدث هذا كثيراً، وفي الكتاب فصل خاص يناقش ما تحدثت به، ويركز على المثقف السلبي على نحو خاص .
* ما مدى الانسجام الذي تجدونه بينكن كلجنة نسائية تضم نخباً إبداعية فكرية؟ فبين التقاطع أو الاختلاف كيف تسير الخطط والمشاريع القادمة؟ وما أبرزها؟
- هناك حرية متاحة لجميع عضوات النادي في طرح الأفكار الجيدة، وتأكدي أن كل فكرة من شأنها أن تثري ثقافة الجمهور فإنها تلقى قبولاً من جميع العضوات، لأن المصلحة والغاية واحدة. والدكتورة سعاد المانع رئيسة اللجنة النسائية بالرياض دشنت لهذا المبدأ منذ أولى جلساته، هي تتسم بحس ديموقراطي في الاستماع إلى جميع الآراء ومناقشتها، كما أن تفاوتنا في التخصصات أعطى للجنة النسائية سمة التكامل وليس الاختلاف. إذا أردت التأكد، في مقدورك الاطلاع على النشرة التي تتضمن طبيعة أنشطة الجماعات لهذا الموسم.