وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الثلاثاء، جمادى الأولى ٢٦، ١٤٢٨

تحقيق// أدباء يرفضون حصر الثقافة في الأدب

الثلاثاء 1428-05-26هـ
2007-06-12م

يقرأون في الفلسفة والفن والعلوم
أدباء يرفضون حصر الثقافة في الأدب
- هيلدا إسماعيل -

منال العويبيل - الرياض

في فترات مختلفة من التقدم المعرفي نجدنا إزاء مرحلة من التباس تعريف الثقافة عند العرب اختلط فيها حابل المثقف بنابل المتحضر. فتثبت التعريفات أنّ الثقافة هي إدراك الفرد والمجتمع للعلوم والمعرفة في شتى مجالات الحياة؛ فكلما زاد نشاط الفرد، ومطالعته، واكتسابه الخبرة في الحياة؛ زاد معدل الوعي الثقافي لديه. ومع ذلك بتنا نواجه حالة من التثقيف الأحادي الذي كرَّس الأدب كمنهلٍ رئيس مهملاً المجالات الأخرى لأسباب متفاوتة. وبما إنَّ البعض نسب هذه الحالة للأدباء أنفسهم الذين ساهموا في تكريس هذا الوضع استطلعنا خيارات قراءاتهم الحالية خارج سرب الأدب.
الشاعرة «هيلدا إسماعيل» مهتمة بالمجالين الفلسفي والفني اللذين نهلت منهما في بعض الصفوف التدريبية مؤخراً. كما أنها، ومن باب مجالها العملي في عالم الإعاقة، تنصب بعض قراءاتها حول أبحاث الإعاقة ومستجداتها وآثارها الجانبية. أما آخر كتاب قرأته فكان «تاريخ مدينة روما الإيطالية» إثر زيارتها مؤخراً لهذه المدينة.
الكاتب «نبيل المعجل» قرأ مؤخراً (عبدالله الطريقي_صخور النفط ورمال السياسة) لمحمد السيف الذي يصفه بتوثيق متكامل لسيرة عبدالله الطريقي أول وزير نفط في التاريخ السعودي، وصاحب المقولة الشهيرة «نفط العرب للعرب». ويضيف حوله: اتكأ الباحث على ثراء المعلومة، وتنوّع مصادرها، والتوثيق المقنن والصورة. يسلّط البحث الضوء على تاريخ النفط في الخليج والدول العربية بدءا بصناعة النفط، والعلاقة المتشابكة والشائكة بين الدول المنتجة وشركات البترول العالمية، والتي كانت تحتكر امتياز التنقيب عن النفط، وما تخلله من اتفاقيات يرى الطريقي بأنها كانت مجحفة بحق الدول المنتجة. كما يسرد الباحث وبمتعة فارهة كيف استطاع، ومن معه من دول أخرى، أن يمارسوا الضغط على شركات النفط العالمية لتعديل الكثير من البنود على الاتفاقيات الأولية لضمان حقوق الدول المنتجة، ومن ثمَّ دوره الرئيس في تأسيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبيك). كما قرأ المعجل (ابن رشد: حياته، مؤلفاته، تأثيره، منهجه في الفقه) لحمادي العبيدي، الذي يصفه بأنه كتاب قيم عن أحد أعظم الفلاسفة على مر التاريخ. سيجد فيه القارئ، وباختصار محبب، كل ما يتعلق بحياة ابن رشد، والظروف التي أدت إلى نكبته، ومنها حرق الكثير من كتبه وترجماته من التراث اليوناني.
الشاعرة «هيا العريني» تجد أن لديها نهما بقراءة كل ما يقع بين يديها، وليس هناك نمط محدد لقراءاتها. وعن آخر الكتب التي قرأتها تقول: (أسرار فن الاتصال) للإعلامي لاري كنج، و(الرجال من المريخ والنساء من الزهرة) لـ جون غراي.
الناقدة «أسماء الزهراني» تصف حالتها بأن من لا يجدها في الأدب سيجدها في الفلسفة، والعكس صحيح، وعن آخر قراءاتها تقول: «نيتشه» قرأته مؤخراً، وافتتح سلسلة «هيجل» تزامناً مع «ريكور».
الشاعرة «أمل الفرج» تجد نفسها مهتمةً بمجال العلوم الإنسانية بشكل عامّ. أما عن قراءاتها الحالية فذكرت أنها تقرأ كتاب (إقهر الخجل) لفرانسوا سوزاريني، وكتاب (عولمة الأخلاق) للدكتور عثمان الصوينع.
أخيراً، لا يسعنا إلا أن نقول أنّ الإنتاج الأدبي قد يشكّل خلاصة المعرفة البشرية من حيث كونه يستمد مادته من مختلف المعارف والعلوم، لكنه لا يصل لمرحلة الاستغناء، فإن كان للأدباء والكتّاب متسع من أفق يوزعونه بين أكثر من مجال، لابدّ أن يكون للمتلقي العادي من ذلك نصيب.