وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

السبت، جمادى الآخرة ٠١، ١٤٢٨

حوار// د. إقبال خضر عضو «نسائية» أدبي الشرقية

السبت 1428-06-01هـ
2007-06-16م

د. إقبال خضر عضو «نسائية» أدبي الشرقية:

علينا اكتشاف الإبداعات كما يبحث مدربو الأندية الرياضية عن اللاعبين

«شاعر المليون» أكبر مثال على دور الفضائيات في دعم الشعر

حوار – منال العويبيل
مؤخرا تحوّل الحديث عن الشعر إلى حديث عن تاريخه، وقد ظهرتْ تبعات ذلك في فعالياته الثقافية التي كرّستْ تقديمه التقليدي، وبذلك تحوّلت القصيدة تباعا إلى وثيقة إخبارية بحتة.. الشاعرة إقبال عبد الله خضر انضمّت قبل بضعة أشهر للجنة النسائية في نادي الشرقية الأدبي كإحدى ناشطاته الفاعلات، في تجربة مازالت تصفها بأنها في طور المهد.. نلتقيها اليوم على إثر دورها الناشط وخلفيتها الشعريّة، لنستجلي الطموحات التي يُرغب إنفاذها عبر هذا الدور لدفع الوضع الثقافي الراهن قدْر الإمكانيات المتاحة.
* قبل عدة أشهر أسس نادي الشرقية الأدبي جماعة اختصت بالاهتمام بالشعر، تولاها الشعراء محمد الفوز, وطلال الطويرقي, وحسين الجفال.. ما تقييمك للمستوى الماضين فيه من فعاليات؟ وأيضا ألم يغر الشاعرة فيكِ الانضمام للجماعة؟
- الأمسيات كانت رائعة ومنعشة، وكان الأساتذة مبدعين في اللقاءات الشعرية بدرجة زادت من جمال القصائد. أمّا الانضمام فهو مسألة وقت ليس أكثر، وأنا معهم في النادي أشعر أني عضو في جميع اللجان.
* لم تكوني من ضمن المشاركات في عملية انتخاب عضوات المجلس.. ما رأيك بفكرة الانتخابات؟ وآلية تنفيذها؟ وهل لامستِ أي نوع من الامتعاض أو الهجوم لانضمامك المتأخر للجنة؟
- لقد حضرت الانتخابات من اللحظة الأولى، وأشهد أنها تمت بديمقراطية وتنظيم هادئ؛ لوجود عدد قليل من المرشحات والمنتخِبات، وقد حضرتها وأذكر جيدا ردود فعل بعض اللاتي خسرن، مع ملاحظة أن الانتخابات كانت لرئيسة اللجنة، وليس للعضوات، وقد رُشِّحت بعد ذلك للعضوية كناشطة فقط، ولن أكون رئيسة؛ لعدم تفرغي وارتباطاتي، وأعتقد أنه شرط مهم لمن يحاول الوصول إلى اللجنة، مع أن يكون لديه هدف مهم هو التعاون مع أعضاء اللجنة، وليس المشاركة للتميز الشخصي.
* في أمسية اللقاء الأول للجنة النسائية دعوت حاضراتها لإسماع صوتهن وملاحظاتهن بنصِّ قولك: «لتمدوا لنا يدا قوية لنصعد إلى الفضاء من دون أزمة نفط أو طاقة أو أسهم»..برأيك ما مدى إقبال المبدعات والمهتمات بالشأن الثقافي بالشراكة في صناعة الحراك المأمول من المؤسسات الثقافية؟ وهل هناك وعي كاف للإحاطة بهذا الدور الذي ينقلهن من متلقيات إلى فاعلات حقيقيات؟
- يوجد إقبال بين الشابات المبدعات، لكن هناك أسبابا قوية تقتل التواصل أو اكتشاف الكثيرات، أهمها: وأد الإبداع في المنازل، فكثير من طالبات المدارس يكتبن قصصا وقصائد ومقالات متميزة، ولكن الخوف من إعلان الاسم يمنعهن من المشاركة أو النشر في الصحف. إضافة إلى عدم وعي الأُسر الذي يجعل الكثير من الطالبات يسجنّ إبداعاتهن في مجلدات مخبأة تحت السرير، أو داخل حقيبة المدرسة، حتى بعض الموظفات والخرّيجات هناك حصار اجتماعي على إبداعاتهن بحجة اسم العائلة، لكن الطريق يبدأ بخطوات تصبح أميالا بقليل من الصبر.
* ما مدى سلاسة التعاون مع اللجنة الرجالية؟ وإلى أي مدى يمكن الوصول لفعاليات مثرية باسم الثقافة والأدب بعيدا عن تصنيفها بالرجالية أو النسائية؟
- الثقافة والأدب لغة لا تحتاج إلى تحديد جنسها، الرجال شقائق النساء، وجميع اللجان ستبقى متعاونة، ونحن سنتعلم ممن سبقنا لنكون دائما يدا واحدة.
* رغم نقلات أساليب الشعر وصولا لقصيدة النثر عانى الخطاب الشعري في الآونة الأخيرة عزوفا كبيرا لمصلحة الرواية.. ما السبيل لاستصدار خطا يعيد إحياء مكانته؟ وهل يمكن ذلك عبر الخطاب الفردي الإبداعي أم عبر القنوات الثقافية رسمية كانت أو أهلية؟
- لا بد من الدعم والتشجيع عبر تنظيم مسابقات بشكل دوري، وأمسيات مفتوحة أكثر في المؤسسات التعليمية والثقافية والرياضية، وسيكون للفضائيات دور فعّال إذا أعطت الشعر نصيبا متميزا، وشاعر المليون أكبر مثال.
* في فعالية جماعة الشعر الأولى نُفّذ لقاء مميز طُرحت فيه القصائد تواليا من الحضور بنسق غاير الأمسيات المعتادة، والذي كنتِ إحدى المشاركات فيه.. ما رأيك في تلك التظاهرة؟ وما نوع الأصداء التي لامستموها من الجمهور؟
- لم أشارك في الأمسية الأولى، مع حضوري لها، ولكني شاركت في الأمسية الثانية، وكلتا الأمسيتين كانتا متميزتين، والشكر لجماعة الشعر للتميز والإبداعات.
* يعيب الكثير من متابعي أنشطة النوادي الأدبية حول المملكة تكريسها لأطروحات نخبوية، إلى جانب استقطابها لفئات عمرية يُهمل فيها فئة كالمراهقين والشباب.. ما وجهة نظرك حول ذلك؟ وكيف يمكن خلق مناخ منوع بما يكفي ليوصف بالجماهيري؟
- لا بد أن تخرج أنشطة الأندية الأدبية من جدران مباني الأندية، يجب أن نتواصل مع الشباب والشابات في مصانعهم، وأقصد بها المؤسسات التعليمية: الجامعات، الكليات، المخيمات، الأماكن الترفيهية.. لا بدّ أن نتحرك في اتجاههم، ولا ننتظر دخولهم إلى أبواب الأندية، لا بدّ أن نبحث عنهم كما يبحث مدربو الأندية الرياضية عن اللاعبين في المباريات غير الرسمية، وفي الشواطئ، والمجمعات، والمقاهي.
* لأنّ الشعر ديوان العرب، ويعدُّ من أعرق الأساليب التي عمّقت علاقة الإنسان بالأدب، ما الذي يمكن لمؤسساتنا الثقافية فعله لإحياء حضوره؟ وبالتالي ما الدور السلبي الذي قد تكون ساهمت به في الإساءة إليه؟
- أعتقد أن إجابة الشقّ الأول من السؤال ظهرت في جوابي السابق. أما حول السبب في الدور السلبي فأظنه في ربط أذهان البعض بين الشعر والثقافات الرجعية، أو لغة الأدب البعيدة عن لغة العصر، ولا ننسى الإقصاء الذي تعرّض له الشعر الحديث، والتحديات، والمواقف المتشنجة التي رافقت شعراء الحداثة، مما أثر على تقبّل الأجيال لهذا الإبداع، مع إقصاء متعمّد لتشجيع الناشئة لحفظ الشعر، وإلقائه، وإثراء المكتبة العربية بالتميّز بعيدا عن المقلدين الذين أصبحت أعدادهم أكثر من عاشقي اللغة العربية، والمحافظين على تاريخها.