وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الأحد، ذو الحجة ٠٣، ١٤٢٧

تغطية// المبدعات العمانيات سرقن دهشة الحاضرات

الأحد 1427-12-04هـ
2006-12-24م

في مركز الملك فهد الثقافي
المبدعات العمانيات سرقن دهشة الحاضرات
من اليمين: نورة البادية، لمياء الحراصي، أصيلة السهيلية

منال العويبيل - الرياض
في ليلة جمعت الشعر الفصيح والشعبي والقصة القصيرة بانسجام اتفقت الحاضرات على جمال فكرتها أقيمت مساء الأربعاء الماضي الفعالية النسائية المصاحبة للأسبوع الثقافي العماني في مركز الملك فهد الثقافي في مدينة الرياض، والتي دُشّنت بأمسية ضمّتْ الشاعرة نورة عبد الله البادية، والقاصة لمياء الحرَّاصي، والشاعرة الشعبية أصيلة السهيلية، افتتحتها الدكتورة سعاد المانع رئيسة اللجنة النسائية بنادي الرياض الأدبي، بكلمة باسم النادي مشيدةً بالتواصل مع الوسط النسائي الثقافي العماني الممثل بالمشاركات، على أمل تكرار مثل هذه المناسبات دورياً لمزيد من التلاقح المثري.

بعد ذلك تولَّت الدكتورة أميرة الزهراني عضو اللجنة النسائية لنادي الرياض الأدبي، إدارة الأمسية مقدِّمةً الشاعرة نورة البادية الحاضرة بتميز في الساحة الشعرية العمانية عبر مشاركاتها المحلية والخليجية، والتي شرعت بقصيدة مميزة حملت عنوان (أطروحة حُبّ)، تلاها قصيدة أهدتها إلى طالبات جامعة الأمير سلطان، وكانت قد التقتهن في إحدى الزيارات التعريفية في مدينة الرياض، حملت القصيدة عنوان (التعب) جاء فيها:
للفرحة ألف لسان
اليوم تعال
لا أخشى قسوة كفيك
سأقبّل كفيك
أقبل يا تعبي
تعال
ثم تلتها القاصة الشابّة لمياء الحرَّاصي، وأشارت الدكتورة أميرة الزهراني إلى تجربتها السردية عبر مشاركات مثرية في النادي الأدبي في مدينة صور، إضافةً إلى مشاركات أخرى عبر تظاهرات أدبية في سلطنة عمان، وقد ابتدأت الحراصي بنص أول حمل اسم (جوري)، جاء استهلاله:
«ليس لأجلك، أو أجلها، أو لأجل أي شيء في الوجود..
بل لأجل جوري»

وقد حمل النص تيمة مكرورة في الطرح حول الخلافات الزوجية التي تدفع بالشريكين لطريق مسدود، فينتهي بهما الأمر إلى أن اختارا أمل الاستمرار لأجل طفلتهما الصغيرة، إضافة إلى مستوى بسيط في انتقاء اللغة والتقنية السردية لم يستطيعا رفع النص من تقليديته. تلا ذلك قراءتها لنصٍّ بعنوان «من يوميات سندريلا معاصرة»، والذي حمل نَفَس الخاطرة أكثر منه السرد.

بعد ذلك قدّمت الدكتورة الزهراني الشاعرة الشعبية أصيلة السهيلية، والتي تعمل في المجال الإذاعي، وكتبت العديد من الأوبريتات الوطنية، كما حلَّت ضيفة على العديد من البرامج الشعرية في سلطنة عمان والخليج العربي، واختارت مغازلة مدينة الرياض بقصيدة جاء مطلعها:
«سلام الحبّ يا دار لها الأشواق منثورة
على غيمة أنا جيتك وأنا لعيونك المشتاق»
وقدمت الشاعرة بعدها عددا من القصائد ذات المضامين الاجتماعية كالعنوسة، والتعليم، وغير ذلك، حتى عادت لمسلك الحب بقصيدة (يا عشق) التي قالت فيها:
«ما وحشتك يا عشق، قل لي: وحشتك
قال ما ذبحني في الغياب إلا الغياب»

بعد ذلك عادت الجولة الشعرية لنورة البادية التي أبدعت في سرقة دهشة الحاضرات بما يبعث الدفء والبلل «على حدّ تعبير د. أميرة»، فيما قالت:
«لفَّ ذراعيك على حلمي
كي لا ينساب وينساني»

في نهاية الأمسية ألقت الجوهرة المعيوف المُحَاضِرة في قسم اللغة العربية في جامعة الملك سعود، كلمة موجزة أوضحت فيها أنَّ روح الليلة الإبداعي دفعها لارتجال بعض الكلمات عن محبة كبيرة نحو سلطنة عمان وأهلها، والتي لمست جمال قلوبهم في زيارات سابقة للعاصمة مسقط، ومدينة صلالة، معبّرةً عن دهشتها بالعمانيين كشعبٍ متمسّك بهويته بذاتِ القدر الذي أخذ فيه بأسباب الحضارة.
بعد ذلك قامت الدكتورة سعاد المانع بتكريم المشاركات عبر تقديم هدايا تذكارية حملت رموزاً من التراث السعودي.

وفي لقاء لنا مع الشاعرة نورة البادية أبدت سعادتها بهذه المناسبة التي منحتها التواصل المباشر مع جمهور من السعوديات المتذوقات بحماس، موضحة أنها انتقت عدداً من نصوصها بعناية تستقطب انتباه الحاضرات، وأضافت مازحة أنها قاومت غير مرّة رغبتها في الاستطراد مع الشعر دون توقف، لولا خشيتها الاستئساد بوقت زميلتيها في الأمسية.

وأكّدت الشاعرة أصيلة السهيلية فرحتها بكمّ وكيف جمهور الحاضرات اللاتي تفاعلن بشغف مع الأمسية، حيث سبق أن نالها مع بقية المشارِكات القلق من عدد الحضور كونها مشاركتهن الأولى في فعالية خاصة بالنساء. كذلك كان الأمر مع القاصة لمياء الحرَّاصي التي رأت أن مجرد إتاحة الفرصة للتحاور المباشر مع المثقفات السعوديات منحها حظاً أكبر من السعادة التي تكللت بنجاح الأمسية.