وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الأحد، ذو القعدة ١٢، ١٤٢٧

تغطية// محمد العلي وعلي الدميني يحركان دم الشعر


اليوم الثقافي
الأحد 1427-11-12هـ
2006-12-03م
في أمسية شهدت تفاعلا من الجمهور
محمد العلي وعلي الدميني يحركان دم الشعر
الشاعر محمد العلي



منال العويبيل - الرياض

تمت أمسية الشاعرين محمد العلي وعلي الدميني مساء الاثنين الفائت ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي لكلية اليمامة شمال الرياض حضور الشِعر وجمهوره. الشاعران اللذان قدما من المنطقة الشرقية للمشاركة في الأمسية الشعرية، التي كان من المفترض مشاركة الشاعرة فوزية أبو خالد فيها، واعتذرت عن الحضور لظرفٍ خاص، نالا نصيباً من التفاعل استحضر للشعر جمهوره بعد فتوره مقارنةً بانتعاش السرد.


في البداية عرض مدير الأمسية في عجالة التجربة الشعرية لمحمد العلي ومنشوراته عبر الدوريات دون إصدار أي ديوان حتى الآن. استهل بعدها الشاعر الكبير بقصيدة عمودية جاءت بعنوان (إلى عيدٍ جديد) ، جاء منها:


أيها العيد أعطهم ما يريدون * حقول النشوة وزهو الحصادِ


أعطهم ثمَّ مرَّ بي فأنا * كالناس روحي ظمأى وقلبي شادي


فأنا واحة من الحب * ما أحوج أطيارها إلى صيادِ



وفي قصيدة استحضر العلي منها أجواء السياب وخليجه «واهب المحار والردى»، جاءت تحت عنوان (العيد والخليج)، كان مطلعها:


<> تبرّجتْ السفوح البكر


نفرت الحجارة صمتها الأبدي بالأغصان


وساجٍ أنت كالأكفان>>



تلا ذلك قراءته لعدد من القصائد التي تنوعت بين العمودية والنثرية ( والتي أسرَّ العلي بمدى صعوبة تعاطيه مع هذا القالب)، قرأ بعدها قصيدة بعنوان (بحرنا من حجر)، جاء فيها:


<>الحزن حين يفرد كل مساء جناحيه


تدنو الغيوم الحزينة


تلك التي كورت في النهار


لتهطل في كل قلب


الحزن حين يفرد كل مساء جناحيه


تجلو الكآبة مرآتها....


الحزن حين يفرد كل مساء جناحيه


تأتين


لكن صوتك في مقبرة


وخيالك الذي كان يتدفق نهراً في ذاكرتي


يتوسل أن لا أراه


أتوسل أن لا أراه>>



وفي آخر نصين له في الأمسية داعب العلي الشاعر اللبناني شوقي بزيع الذي كان من ضمن حضور الأمسية بقصيدتين عُنونتا بليلة لبنانية جاء في أُولاها:


<ليلة ناضجة


مدت النار أعناقها في المزامير


حول الزوايا المطهمة الهائجة


مطرٌ كان يستبطئ الليل


يثقله بالبنفسج ...


يا صلاة النبي


يا مزامير داود


يا لفتة النهر نحو الورى


أسرجوا لي الهوى>>



بعد ذلك انتقل الشِعر لدفة علي الدميني الذي استهل بقراءة عدد من القصائد القصيرة كما وصفها، منوهاً بأنه انتقى أكثر نصوصه وضوحاً، وذلك عملاً بما طُرح في ندوة (واقع الشعر العربي المعاصر) التي سبقت الأمسية، والتي انتقدت تبني الغموض لدى الشعراء الحاليين. جاء منها:


<>الطائر/


رهيف الهوى سيّدٌ


وعينٌ ترى ما يلي


تخضبت بالكائنات وقاسمتها قاتلي....>>



وفي مقطعٍ آخر حمل عنوان «ملاك الصُّدَف» قال فيه:


<>يا ملاك الصدفْ


كيف لم نختلف؟


أنت عرّيتني من صبايَ،


وهيأتني حارساً للمسرّاتِ في كل هذي الغٌرَفْ


وأنا كنت رمحك في الصيد


لكنني دائماً لا أصيب الهدفْ!>>



أما مقطع «هكذا» فقد قال فيه:


<>هكذا دون وهمٍ ولا ادعاء دون مرثيةٍ لامعةْ


يتقدّم نحوي هواءٌ من القشّ أبيضَ،


يلمس شَعْري، ويعْلَق كالثلج فوق جفوني


وأنا أهشُّ على ظنهِ بفمي


تتحدّر عني السنون


وتذهب في إثرهِ طائعة!>>



طرح الدميني بعد ذلك عدداً من قصائده التفعيلية والنثر شعرية، مستأثراً بكثير من تفاعل الجمهور مع عميق طرحه، وتصويب مقتل العاطفة حيناً، والشجن في أحيان أُخر.


من ثم اُختتمت الأمسية بتكريم عميد كلية اليمامة الدكتور أحمد العيسى للشاعرين بدروعٍ تذكارية. أمّا على صعيد الحاضرات فقد نال الشعر جلال الإنصات باهتمام أثار استغرابه حاضرات اعترفن بعدم اكتراثهن بالشعر من قريب أو بعيد، حيث جئن للمسرحية كمقصد إلا أنهن سعدن بحميمية الأمسية، وطرح الشاعرين الكبيرين.كما علّقت إحدى الحاضرات حول ذات النقطة بقولها: إننا يجب أن نعترف بأن نجاح الأمسية بهذا التفوق يعدُّ مفاجأة مقارنةً بأنه- على حد تعليقها- زمن سطوة السرد.