وَ جَفـَّـتْ الصُحُف

الأحد، محرم ٢٧، ١٤٢٧

تغطية// معرض الرياض الدولي للكتاب: حضور كبير وإرباك في اليوم الأول للعوائل

الأحد 1427-01-27هـ
الموافق 2006-02-26م

أكّدوا حرصهم على المشاركة في معرض الرياض للكتاب..

حضور كبير وإرباك في اليوم الأول للعوائل



_من الجناح التشكيلي للمعرض _


الرياض - منال العويبيل

فيما يعزز جدوى مثل هذه الخطوة الباذخة لمعرض كتاب دولي أول.. شابه حضور العائلات في يومه الأول مساء الجمعة الماضي كثافة مواسم التسوق فترة الأعياد، حيث غصت مواقف السيارات في وقت مبكر بحضور كثيف للأسر، شمل اصطحاب العديد من الأهالي أطفالهم بأعمار مختلفة وصلت للرضع، حتى اكتظ بهم جناح الطفل، واكتظوا هم في كافة أرجاء المعرض الأخرى. وبرغم أن العديد من الحضور لم ينكروا عدم تحديدهم رغبات محددة مسبقاً إلا أن ذلك لم يمنع من اقتنائهم كما لم يتوقعوه بدءًا.
القاصة هديل الحضيف التي كانت على موعد للمشاركة في الأمسية القصصية يوم الخميس المقبل قالت: إنها لم تستطع تأجيل نهمها للاقتناء ليوم الأمسية، مما جعلها تبادر للحضور بصحبة العائلة وعدد من الصديقات لأخذ جولة عامة بالمعرض، ولم تخف أن ما اقتنته من كتب أدبية خاصة فاق ميزانيتها المتوقعة، إلى جانب أنها رغبت في حضور الفعاليات المصاحبة، وتمنت لو كان بالإمكان تجنب الفوضى التي حدثت في قاعة العرض النسائية، حيث جُعل مصلى النساء في ذات المكان المخصص للندوات، مما أحدث إرباكاً من العابرات دخولاً وخروجا.

ريم عبد العزيز أيضاً وجدت مجرد الجمهرة الكبيرة التي حضرت نصراً عظيماً لبلد يُدّعى تجاهله للثقافة، فرأت أن هذا الإقبال الكبير حجة نضعها بين يدي المسئولين ليكثفوا مثل هذه التظاهرة، أما عن أهم ما جاءت بغيته فبينت أنها أتت بقائمة طويلة طمحت لاقتناء ولو بضع منها فنالت ما يصل لضعفها، وقد خصت اهتمامها بعالم الرواية بالذات، خاصة (شانغهاي بايبي)، التي كانت على رأس القائمة، وآسفها أن رواية مشابهة محلية كـ (بنات الرياض) ظلت حبيسة الحجب، برغم كل المتابعة المستمرة منذ صدورها إلى الآن في الصحف المحلية، إلا أنها وجدت الفسح الذي طال سواها يعد مكسباً بحق.

عالية العالي لم تنكر أنها خرجت خالية الوفاض، خاصة أن اهتمامها تركز على الكتب الفنية والتشكيل التي وجدتها شحيحة الحضور، إلا أنها لم تنكر إعجابها بتنوع طرح المعرض وتجاوزه قصور غيره من المعارض، إلى جانب رقي التنظيم الذي لم يعكره سوى كم الازدحام، واصطحاب الأطفال الصغار الذين يتضح اتجاههم للعبث في الأرجاء لفرط تململهم، وإزعاج الزوار في نقاشات طويلة أثناء الشراء، مما جعلها تتمنى لو أعيد النظر في فكرة التوزيع السابق لأيام نسائية ورجالية منفصلة.إلا أنها أكدت أخيراً أنها وجدت في مستوى معرض الفن التشكيلي المصاحب في قاعة الريشة عوضاً عن ضالة ما رغبته من كتب.


أما في جناح المعرض التشكيلي الذي خصصت الفترة من الرابعة إلى الثامنة مساء للنساء فقط فقد توزعت اللوحات في القاعة، وأُفرد جزء منها لعرض التراث السعودي بتفاصيله المتنوعة. وأكدت مشرفة القاعة أن الإقبال كان فائقاً للتوقع، خاصة ذاك المشوب بفضول الزائرات للتعرف - وليس لمجرد الإطلاع - على تفاصيل مستفيضة عن اللوحات وفنانيها، والذي لم يتواجد منهم سوى الفنانة حنان حلواني التي فازت لوحتها (مدى) بالمركز الرابع للتصوير، وقد أكدت الفنانة حلواني لـ (اليوم) سرورها بهذا الإقبال والاهتمام الحقيقي بالمعرض والفنانين، حيث صادفها العديد من الزائرات بفضول عميق لمراحل إعدادها لعملها ونوعية الخامات التي استخدمتها فيه، إلا أنها عبرت عن أسفها لعدم إخراجه بالصورة التي وضحتها لمعديّ القاعة، إلى جانب تغيير اسم اللوحة في البطاقة من (مدى) إلى (تكوين).
وعن مدى رضاها لحصولها على المركز الثالث وضحت بأنها قانعة بالمرتبة، ويكفيها هذا الاحتفاء الكبير من الزوار.


د. هند السديري عضوة في اللجنة المنظمة للأنشطة الثقافية النسائية في منتدى عكاظ داخل المعرض، بينت مدى سرورها لهذا الإقبال المحموم منذ اليوم الأول، إلى جانب حرص العديد من النساء على حضور الندوات الأُولى، إلا أن أكثر ما ساءها هو ما يتبدى من قلة وعي في بعض الحضور، الذي أفرز كماً من التشويش على المهتمات بالفعاليات، خاصة مرافقة الأطفال الصغار، وتجاوز فترة استراحات الصلاة المخصصة ليستمر بعضهن بقطع أروقة الجلوس لأداء الصلاة ولو بجوار منصة العرض مباشرة، وهو ما أكدت تلافيه في الأيام القادمة، حيث سيُحرص على عزل المصلى عن القاعة الرئيسية لراحة جميع الأطراف.


القاصة مرام الموسى أكدت أنها وجدت في هذه التظاهرة سعادة وحماساً كبيرين بما لا يجعل زيارة يوم واحد كافية، إلا أنها تمنت لو تسنى تخصيص ولو فترة صباحية واحدة للنساء، حيث تجد أن هناك من مثيلاتها اللاتي يناسبهن ذلك التوقيت أكثر من ارتباطات مسائية خاصة.



من جهة أخرى بدأت الفعاليات الثقافية بمحاضرة حول القطاع الخاص والتنمية الثقافية قدمها عبد العزيز البابطين وأدارها الدكتور عبد العزيز المقوشي، بحضور شحيح نسبياً ما لبث أن تزايد إذ آثر العديد من الزوار أخذ جولة مبدئية قبل حضور المحاضرة والتي بدأت الساعة 4:30م . بعد صلاة المغرب أقيمت ورشة عمل لمهارات القراءة السريعة لجمال الملا، امتلأت قاعة الحضور بأكملها على التقريب، كما استمرت الأسئلة تتوالى برغم إعلان رفع فعاليتها.جاءت ختاماً ندوة التنوع الثقافي الأنا والآخر في الساعة الثامنة مساء برئاسة فيصل المعمر، وحوار د. خالد الدخيل، د. خيرية السقاف، د. عبدالله ولد أباه، د. منير بوشناقي، د. ويرنرداوم، وقد حضر هذه الندوة عدد كبير من الزائرات خاصة بعد انتهاء جولتهن الميدانية اللاهثة في أروقة المعرض كاستراحة فائدة، إلى جانب عدد من هيئة تدريس جامعة الملك سعود.